e-Dewan.com

💢 حصري قلب العدو (عمرو فؤاد طلبة )

  • ناشر الموضوعAhmad Abdel Rahim
  • تاريخ البدء
  • الردود 2
  • المشاهدات 675

العنوان:
💢 حصري قلب العدو (عمرو فؤاد طلبة )

الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

تصنيف الجاسوسية
جاسوسية عربية إسرائيلية
قلب العدو. ( عمرو فؤاد طلبة)


------------------------------
الزمان: يناير 1968
المكان : مبني المخابرات العامة المصرية .
ثلاث ضباط في غرفة مغلقة منهمكين في مراجعة مئات الأوراق والنقاش في إقتراح غريب طرحه أحد ضباط المخابرات المهمين في جهاز المخابرات العامة المصرية..
في الواقع الاقتراح كان جنوني وليس غريب، ببساطة المطلوب هو تجنيد شاب من الجالية اليهودية التى ما زالت باقية في مصر بعد ما أغلبهم هاجروا إلى إسرائيل، تجنيده للعمل في قلب إسرائيل لمصلحة مصر.
ليس مجرد إنه يكون مواطن اسرائيلي يهودي فقط .
لا .. بل يكون مجند في جيش الدفاع الإسرائيلي.
إقتراح جنوني ، فيه شبه استحالة في تنفيذه لأسباب كثيرة أهمها على الإطلاق هو استحالة ضمان ولاء أي يهودي منهم لمصر.
لكن واحد من رؤساء الجهاز أضاف تعديل على الإقتراح غير مساره.
المطلوب زرع مصري ليس يهودي في قلب جيش العدو .
على أن يكون شاب سنه من 17 إلى 19 سنة.
لكن الاقتراح ايضا وجد اعتراض كبير ، عمليا لكى تزرع شخص بهذه الطريقة محتاج تقريباً 3 سنوات اعداد وتدريب وتحضير للعنصر نفسه والبيئة حوله وقصته وكل ما يتعلق بيه .
ورغم ذلك استمر الضباط والذين فعلياً كانوا من قسم " متابعة الجالية اليهودية" في البحث بين أوراق أعضاء الجالية ومعهم السيد فؤاد حتى وقعت عينه على صورة لشاب يهودي من أصل مغربي.
الصورة كانت للفتى وسنه 16 سنة .
السيد فؤاد أمسك الصورة والملف بلهفة، وشعر بذهول وهو يتأملها بكل دهشة.
فرك عنيه ورجع يتأمل الصورة وطلب من الضباط ترك كل ما في أيديهم والاهتمام فقط بملف صاحب هذه الصورة ...
-----------------------------
لمدة أسبوع كامل ليل نهار نشطت التحريات لمعرفة كل شئ عن صاحب الصورة وفي النهاية كانت المعلومات عنه ..
صموئيل بن نون..
يهودي مغربي الأصل، والده تاجر ملابس متجول ساكن في حى السكاكيني في القاهرة
العائلة شبه معدومة ، ظروف مالية سيئة جداً دفعت صموئيل للهرب منهم من سنتين.
الأب العجوز المريض مات وبعده ماتت الأم والأخت في حادث أليم محترقين في منزلهم نتيجة لمبة جاز.
ظروف مثالية جدا بالنسبة لضباط المخابرات لإنشاء عميل لكن السؤال هو :
أين صموئيل بن نون الآن؟
ورجع البحث ينشط عنه بالفعل ، وكأن كل الظروف تخدم هذه العملية .الشاب كان يعاني نزعات الموت في مستشفى الصدر في العباسية نتيجة مرضه ، أيام ومات بالفعل، تولى ضباط المخابرات عملية دفنه في سرية تامة بدون ما أي شخص يعرف هويته.
ونرجع للسيد فؤاد ضابط المخابرات الكبير والسؤال هو :
لماذا شعر بالدهشة الكبيرة عندما رأى صورة صموئيل بن نون ؟
ببساطة لأنه كان يعرف مواطن مصري نسخة في شكله من صموئيل كأنه توأمه.
السيد فؤاد كان يعرف هذا المواطن أفضل من اي شخص آخر في العالم ببساطة لأنه كان...
------------
عمرو فؤاد طلبة؟!
بدهشة كبيرة جداً قابل رئيس وضباط المخابرات الذين كانوا حاضرين الإجتماع القنبلة التى ألقاها في وجههم السيد فؤاد.
الشخص الشبيه بصموئيل بن نون ويصلح للتجنيد لزرعه في قلب إسرائيل هو عمرو إبنه شخصيا .
عمرو كان طالب في إعدادي هندسة عمره 18 سنة يحتاج لجراحة بسيطة في الأنف علشان يبقى مطابق لصموئيل، السيد فؤاد فاتحه في الموضوع في البداية أحس عمرو بدهشة كبيرة جداً ولكنه وافق بدون أي تردد رغم إن والده اخبره إنه سيتخلى عن كل حاجة يملكها في حياته.
أسرته، خطيبته ، أصحابه، عاداته تقاليده عباداته كل حاجة في حياته حرفيا، ليس فقط ولكنه قد يضطر لحمل السلاح ومقاتلة أبناء بلده.
بعد دراسة الأمر من كل ناحية في المخابرات بدأ تنفيذ المهمة بالفعل وكانت البداية بحادث أليم.
سيارة نقل جنود ضخمة صدمت سيارة صغيرة في مصر الجديدة مما أدى لإحتراقها تماماً ، السيارة الصغيرة كانت سيارة عمرو فؤاد طلبة التي و أهداها له والده من فترة قريبة .
وأعلن عن وفاة عمرو ونزل نعي في الصحف وكل معارفه وأسرته وزملاؤه وكل من حوله بمن فيهم والدته وخطيبته عرفوا إنه مات في الحادث في نفس الوقت الذي كان فيه عمرو في المستشفى يخضع لجراحة في الأنف بشكل سري جداً حوله إلى نسخة من صموئيل بن نون اليهودي.
تم تدريب عمرو وتأهيله نفسياً وتعريفه كل المعلومات عن صموئيل ، طبعاً لم يكن هناك أهمية لتعلم العبرية لأن صموئيل لم يكن يعرفها أصلاً.
في المخابرات فهموا عمرو إنه في الفترة القادمة المفروض ان يعتمد على نفسه تماماً مهما واجه من صعاب ومشاكل بدون أي تدخل منهم .
وبعد كم يوم كان صموئيل يقف امام بيتهم القديم في السكاكيني يطرق الباب بدون أن يرد عليه أحد.
الجيران اخبروه إن أهله ماتوا ، أتقن دوره في تمثيل الحزن والإنهيار امامهم ، وبعدها أستاجر غرفة في بنسيون قديم في شارع كلوت بك وبدأ رحلة السعي للحصول على ما تبقى من أوراق تثبت هويته.
عمرو كان معه باقي أوراق صموئيل بن نون ، بدأ يتردد على المعبد اليهودي في القاهرة ويطلب من الحاخام الصلاة على أرواح أهله.
وفي قسم الشرطة حصل على متعلقات محرزة لأهله بعد الحريق وبدأ يبحث على عمل ولايقبل في كل وظيفة يتقدم لها واعتقل لمدة 13 يوم وسط المجرمين .
وبدأت نقوده تنتهى، كل هذا بدون أي تدخل من المخابرات.
أثناء اعتقاله دارت إشاعات حول مساعدته في تهريب اليهود إلى اليونان وعن نية السلطات المصرية سجنه لوقت طويل جداً ، وهناك تلقى زيارة من مسؤولي الوكالة اليهودية الذي زاره تحت غطاء الأمم المتحدة في الوقت الذي إسرائيل كانت تتهم مصر باضطهاد المواطنين اليهود فيها.
وخلال شهور كافحت الوكالة اليهودية تحت غطاء الأمم المتحدة لإخراج عمرو فؤاد مع 8 يهود آخرين من مصر.
وبالفعل نجحت في تدبير تأشيرات دخول الى الأرجنتين ، وفي الطيارة التى نقلتهم مع بعض الدبلوماسيين كان صموئيل بيجاهر بكرهه وعداؤه لمصر ورغبته في العودة لمصر مع جيش اسرائيل.
وفي الأرجنيتين وبعد أيام قليلة كان عمرو في طائرة إسرائيلية متوجهة إلى تل أبيب لبداية مرحلة جديدة وخطيرة من حياته بإسم صموئيل بن نون .
------------------------------------
المخابرات المصرية صنعت قصة بطولية وهمية محبوكة جداً عن صموئيل بن نون الذي هو عمرو فؤاد...
إنه كان بيساعد على تهريب اليهود المصريين وأموالهم للمياة الدولية ولبعض الجزر اليونانية عندما كان يعمل صياد في البحر المتوسط.
ولهذا عندما وصل صموئيل إلى تل أبيب تم استقباله استقبال الأبطال.
كما قام أحد كبار أعضاء حزب " الماباي " بتبنيه مالياً والإنفاق عليه.
هذا السياسي هو رجل الأعمال والصناعة الشهير " جاك بيتون" ( جاك بيتون هو رأفت الهجان العميل المصري الأشهر في تاريخ إسرائيل)
جاك بيتون تبنى صموئيل بن نون ظاهريا كنوع من الدعاية الحزبية ووظفه سكرتير له ووفر له سكن ودفع له راتب شهري يكفيه.

صموئيل بن نون التحق بالدراسة في كلية الآداب بإحدى جامعات إسرائيل وبدأ يتعلم أيضاً اللغة العبرية.
استقرت حياة عمرو في تل أبيب في منتصف عام 1968 ، لا يوجد أي مراسلات ولا تواصل حصل بينه وبين المخابرات المصرية إلا عندما أرسل هو كارت معادية إلى العمة "روز " في روما في عيد الكابالا اليهودي يطمئنها عليه وعلى الكارت كان عنوانه الشخصي في اسرائيل.

استقر عمرو بالفعل في تل أبيب وخلال وقت قصير تعرف ببعض اليهود السفارديم (الشرقيين) أثناء تعلمه العبرية وتعرف أيضاً بعضوة في الكنيست الإسرائيلي فيما بعد المخابرات المصرية دفعته لافتعال خلاف حاد معها أدى في النهاية لتجنيده في الجيش الإسرائيلي وهو ماكان بالظبط الهدف الرئيسي من الخطة كلها.
ليس ذلك فقط ايضاجاء تجنيد عمرو في خط بارليف الذي أقامته إسرائيل بعد حرب 1967 واعتبرته أقوى ساتر وخط دفاعي في تاريخ الحروب البشرية.
عمرو ومن خلال وجوده في خط بارليف استطاع تجميع معلومات على أعلى درجة من الأهمية والخطورة عن مقام الحراسة والتحصينات والدوريات والأسلحة وكل شيء داخل خط بارليف وإرسالها إلى المخابرات المصرية.

هناك نقطة هامة مختلفة قليلا.
السيد فؤاد كان كله أمل في عودة إبنه إلى مصر لكنه قلق و حزين بسبب ما اعتبره ضياع مستقبله.
لكن المخابرات العامة التى هو ينتمي إليها سعت في جعل عمرو يحصل على شهادة خريج من الكلية الحربية برتبة ملازم لضمان مستقبله بعد عودته، واللفتة دي أسعدت السيد فؤاد بشدة.
في هذه الأثناء ظل عمرو نشط جداً في جمع المعلومات وإرسالها بكل حذر واهتمام حتى قامت حرب أكتوبر عام 1973 وتم اقتحام خط بارليف وانهاء الأسطورة التى طالما تفاخر بها العدو أنها لا تقهر وكان الشاب المصري الشجاع عمرو طلبة من أهم عناصر هذا النصر.
فور انطلاق الحرب وحدوث الارتباك الشديد والذعر في صفوف قوات العدو وردته برقية من مصر بضرورة الإنسحاب من موقعه الذى أصبح تقريباً تحت سيطرة الطيران المصري والذهاب إلى المبنى الخشبي الذي سيكون فيه الطواقم الطبية وهناك ستصل مروحية مصرية لإلتقاطه
لكن عمرو ولأول مرة رفض إطاعة الأوامر وفضل يبقى في مكانه الذي شعر أنه أكثر فائدة ، وتخلى عن حذره تماماً أثناء تنفيذ أوامر القيادة المصرية، كان يشعر بسعادة غامرة وهو يري خطوط العدو يتم دكها على يد جنود مصر البواسل ، ظل يرسل بلا حذر معلومات سرية للغاية وقعت تحت أيديه عبر اللاسلكي عن شفرات الإرسال اللاسلكي العسكري لأغلب فروع القيادة البرية الإسرائيلية ، وعن سير المعارك وتحركات القوات الإسرائيلية.
هذه المعلومات كان لها فائدة عظيمة في معركة الدبابات التى جرت بعد ذلك ، لكن البطل عمرو سقط شهيداً في المعركة.
قامت هليكوبتر عسكرية مصرية تحمل ضباط ورجال مخابرات حربية مصرية بالهبوط في الموقع المحدد والبحث عن البطل عمرو حتى وجدوا جثمانه شهيداً.
تم لفه بالعلم المصري وهو ما زال يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي ونقله إلى القاهرة .
أحد ضباط المخابرات الذين قاموا بهذه العملية قال جملة شهيرة وقتها :
" حملناه ورجعنا بدون ما تنزل دمعة واحدة عليه لأنه نال شرف لم نصل إليه بعد "
تم ترقية إسم الشهيد عمرو فؤاد طلبة إلى رائد في الجيش المصري.
-----------------------
هذه كانت قصة الشهيد البطل عمرو فؤاد طلبة ، الذي حمل اسم العميل 1001 في المخابرات المصرية.
الدكتور نبيل فاروق كتبها أيضاً مع بعض الاختلاف الطفيف وذكر إن إسمه اليهودي هو " موشي رافي" القصة تحولت لمسلسل تلفزيوني مثل فيه البطولة الممثل المصري " مصطفى شعبان
المصادر :
المجموعة 73 مؤرخين.
تحياتى ..
أحمد عبد الرحيم
 
Hema2000

Hema2000

عضو مٌميز

عـضـو
أفلام و مسلسلات
النشاط: 100%
العميل 1001
عرفنا حكاية من الكاتب الراحل د نبيل فاروق قريناها كقصة في سلسلة كوكتيل 2000 وشاهدناها في مسلسل العميل 1001 لمصطفي شعبان
يتوجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
أعلى