عيكم مبارك وأيامكم سعيدة.- المشاهدات: 612
- الردود: 5
فوق مقعد خشبي لامع طويل توسط محطة مدينة روما العريقة جلس مجموعة رجال أعمال من الطبقة الأرستقراطية بطريقة فيها من التعالي و التكبر الكثير ، مرتدين بدلات سوداء حيكت بعناية فائقة و على رؤوسهم قبعات بولدير زينها ريش الحمام الناعم ، كانوا ينتظرون ذلك اليوم ، يوم الرابع عشر من جويلية عام 1911 بفارغ الصبر ، ذلك لأنهم كانوا قد تقلوا قبل أيام قليلة دعوة من أحد أكبر شركات السكك في إيطاليا لتجربة قطارهم الجديد المتميز عن غيره من القطارات البسيطة القديمة الأخرى بوجود ثلاث عربات فخمة لراكبي الدرجة الأولى بدلا من عربة واحدة ، كان عرضا مغريا لحد كبير ، عرض سيجعلهم يجلسون بكل فخر على أحصنة غرورهم العالية دون أن يمسهم أحد .
- ليصعد الجميع لقطار زانيتي الجديد ! .
صرخ قباض التذاكر و هو يضع يده على قبعته الرمادية المميزة ثم أعقب :
- ستكون رحلة جميلة ، ستكون رحلة رائعة ، سنمر عبر ميلان الخلابة و لازيو و أومبريا و توسكاني حتى نصل لومبارديا الجميلة و نفقها المميز الذي يمر عبر الجبال .
أخذ الجميع مقاعدهم و قد تعالت في الهواء همسات خفيفة غلبها صرير العجلات التي أخذت في الدوران بسلاسة فوق السكة لتبدأ الرحلة .
بدأ القطار رحلته بشكل عادي
كان القطار يسير بسرعة بطيئة مريحة نسبيا و هذا كي يتاح للركاب الإستمتاع بالمناظر و الطرق و الأرياف و المدن المختلفة و الجميلة ، الجمال الخارجي للرحلة لم يكن بعيدا كل البعد عن جمالها الداخلي فبين تلك العربات الفخمة المضاءة بثريات لامعة الأضواء و المزينة بأثاث خشبي يدوي الصنع كان الخدم يقدمون الشمبانيا و الأكل الفاخر على أنغام سمفونيات متناسقة متجانسة كانت تلعب أوتارها فرقة أوركسترا خاصة و بين الفينة و الفينة كان يتحرك قباض التذاكر بين العربات لإبلاغ الركاب بالمحطة التي وصلوا لها في الرحلة و قد كان في صرخته الخامسة تلك شيئ من بحة خفيفة .
- لقد وصلنا الآن نفق لومبارديا الجميل .
إستعد الركاب لدخول ذلك الدهليز الساحر إستعدادا حماسيا شابه لحد ما حماس تلك المجموعة الصغيرة التي كانت تقف بمحاذاة النفق بغية رؤية القطار و هو يمر عبره ، إنساب القطار بهدوء داخل النفق و كانت تلك نهاية رحلته إذ أنه لم يخرج قط منه ، لم يتعطل داخله و لم يتوقف السائق عنوة بل إن القطار كله إختفى ... كأنه لم يكن هناك قط .
دخل النفق و لم يخرج منه قط
هرع ذلك الجمع الصغير للتواصل مع الشرطة بعدما علموا أن القطار قد تلاشى فعلا في العدم و على جناح السرعة حضرت مجموعة مفتشين إقتحموا النفق بحثا عن أي دليل فوجدوا بين جنح الظلام ناجيين إدعيا أنهما قفزا من القطار قبل أن يأكله " دخان غريب " ، و قد صرح أحد ذينك الشخصين قائلا :
" سمعت صوت طنين عجيب قبل فترة وجيزة من دخول النفق الذي ظهر بداخله ضباب أبيض غريب بدا وكأنه يلتف حول القطار قبل أن يبتلعه حرفيًا داخله. لقد كانت تجربة مروعة على الرغم من التمكن من إنقاذ نفسي مع راكب آخر بالقفز من إحدى العربات الأخيرة قبل دخول القاطرة إلى النفق. سقط كلانا على أرض صلبة وهذا آخر شيء أتذكره مما حدث ". كانت حكاية أقرب ما تكون للقصص الفانتازية ، حكاية لم تجد الشرطة موطأ قدم فيها ، لا شهود سوى شخص واحد مصدوم ، لا حطام ، لا خبر عن القطار في أي بقعة من بقع إيطاليا ، لم يجد المفتشون حلا سوى إغلاق القضية معلنين إختفاء القطار و جميع الركاب فيه دون أي تفصيل آخر بيد أن أحد المحققين إستمر في النبش و قد وقعت يداه بعد بحث حثيث على وثيقة قديمة كتبها أحد عمال السكك التابعين لمدينة نيو مكسيكو هناك في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يقص هذا الأخير قصة غريبة يقول فيها أنه و أثناء عمله في أحد الأيام الحارة من عام 1840 سمع بعضا من زملائه يتحدثون عن ظهور حوالي مائة شخص من العدم في المدينة إذ لم يرهم أحد قط في تلك النواحي من قبل ، كانوا يرتدون ألبسة غريبة و يتحدثون بلغة غير مفهومة ، لم تتعب السلطات نفسها معهم و تم إيداعهم مباشرة في مصحة الأمراض العقلية .
كانت هذه السطور التي قرأها المفتش مثيرة للإهتمام لحد كبير لكنه فضل الإحتفاظ بها لنفسه خوفا من أن يلقى نفس مصير أولئك الركاب و أغلقت القضية هذه المرة بشكل لا رجعة فيه .
هل سافر ركابه حقا بالزمن للماضي ؟
مرت سنوات عديدة على قضية قطار زانيتي و قد أضحى لحد ما أسطورة يخيف بها كبار السن أطفالهم لغرض المزحة و الضحك ، أسطورة لامست الواقع عام 1959 حيث ظهر على أحد المحطات القديمة في دولة أوكرانيا قطار صدئ ذو تصميم عتيق توقف العمل به منذ فترة ، تعجب ذلك الحارس البسيط الذي كان يجلس وحيدا عند المدخل بعد دوريته التفقدية المعتادة من وجود ذلك المجسم الصدئ الفارغ فوق السكة و قال في نفسه بخوف :
- لقد كنت هنا منذ ساعة فقط و لم يكن هذا القطار الغريب موجودا .
بحذر تحرك نحو مقصورة القيادة و في يده مصباح عتيق أضاء به زوايا ذلك المكعب الصدئ الصغير ، كان فارغا بشكل مخيف و تفوح منه رائحة غريبة ، كل الأزرار كانت معطلة و جميع أجهزة القياس كانت متوقفة تماما ، لاحظ الحارس بعد تفتيش بسيط وجود قدح قهوة أكله الغبار فرفعه بهدوء ليلمح أسفله شعار شركة زانيتي الإيطالية و هناك فقط أدرك أنه قد وجد بالصدفة القطار المفقود منذ حوالي نصف قرن .
جنح القطار بعد سنوات ... فارغا
لقد سافر هيكل قطار زانيتي بالزمن للمستقبل بينما عاد ركابه للماضي ، لا يُعلم حقا على وجه التحديد كيف حصل ذلك ، بل لا يمكن الجزم قطعا بوجود رابطة بين المجموعة التي ظهرت في نيو مكسيكو و الحادثة التي بين أيدينا و إن كانت لا توجد فعلا رابطة بين الحادثين فلماذا جنح القطار للمحطة الأوكرانية فارغا ! . يرى البعض أن نفق منطقة لومباردي ربما إحتوى حقلا كهرومغناطيسيا قويا تفاعل مع القطار لحظة دخوله ، بينما يعتقد آخرون أنها كانت تجربة سرية تعلم بها الحكومة و قد عزوا تخمينهم هذا للتعتيم الغريب من قبل السلطات على قضية عجيبة مثل هذه ، قصة قطار زانيتي قد تكون أيضا مجرد حكاية مبالغ فيها حسب الكثيرين إذ أن قطار زانيتي كان موجودا فعلا لكن إختفاءه كان مجرد أسطورة محلية أوروبية ، لا يوجد حقا تفسير واضح صريح لما حصل فالحادثة كلها تبدو أقرب للخيال منها للواقع و لحد اليوم لا أحد يستطيع أن يقدم تفسيرا شافيا كافيا يفك به شيفرات لغز قطار زانيتي .
- ليصعد الجميع لقطار زانيتي الجديد ! .
صرخ قباض التذاكر و هو يضع يده على قبعته الرمادية المميزة ثم أعقب :
- ستكون رحلة جميلة ، ستكون رحلة رائعة ، سنمر عبر ميلان الخلابة و لازيو و أومبريا و توسكاني حتى نصل لومبارديا الجميلة و نفقها المميز الذي يمر عبر الجبال .
أخذ الجميع مقاعدهم و قد تعالت في الهواء همسات خفيفة غلبها صرير العجلات التي أخذت في الدوران بسلاسة فوق السكة لتبدأ الرحلة .
بدأ القطار رحلته بشكل عادي
كان القطار يسير بسرعة بطيئة مريحة نسبيا و هذا كي يتاح للركاب الإستمتاع بالمناظر و الطرق و الأرياف و المدن المختلفة و الجميلة ، الجمال الخارجي للرحلة لم يكن بعيدا كل البعد عن جمالها الداخلي فبين تلك العربات الفخمة المضاءة بثريات لامعة الأضواء و المزينة بأثاث خشبي يدوي الصنع كان الخدم يقدمون الشمبانيا و الأكل الفاخر على أنغام سمفونيات متناسقة متجانسة كانت تلعب أوتارها فرقة أوركسترا خاصة و بين الفينة و الفينة كان يتحرك قباض التذاكر بين العربات لإبلاغ الركاب بالمحطة التي وصلوا لها في الرحلة و قد كان في صرخته الخامسة تلك شيئ من بحة خفيفة .
- لقد وصلنا الآن نفق لومبارديا الجميل .
إستعد الركاب لدخول ذلك الدهليز الساحر إستعدادا حماسيا شابه لحد ما حماس تلك المجموعة الصغيرة التي كانت تقف بمحاذاة النفق بغية رؤية القطار و هو يمر عبره ، إنساب القطار بهدوء داخل النفق و كانت تلك نهاية رحلته إذ أنه لم يخرج قط منه ، لم يتعطل داخله و لم يتوقف السائق عنوة بل إن القطار كله إختفى ... كأنه لم يكن هناك قط .
دخل النفق و لم يخرج منه قط
هرع ذلك الجمع الصغير للتواصل مع الشرطة بعدما علموا أن القطار قد تلاشى فعلا في العدم و على جناح السرعة حضرت مجموعة مفتشين إقتحموا النفق بحثا عن أي دليل فوجدوا بين جنح الظلام ناجيين إدعيا أنهما قفزا من القطار قبل أن يأكله " دخان غريب " ، و قد صرح أحد ذينك الشخصين قائلا :
" سمعت صوت طنين عجيب قبل فترة وجيزة من دخول النفق الذي ظهر بداخله ضباب أبيض غريب بدا وكأنه يلتف حول القطار قبل أن يبتلعه حرفيًا داخله. لقد كانت تجربة مروعة على الرغم من التمكن من إنقاذ نفسي مع راكب آخر بالقفز من إحدى العربات الأخيرة قبل دخول القاطرة إلى النفق. سقط كلانا على أرض صلبة وهذا آخر شيء أتذكره مما حدث ". كانت حكاية أقرب ما تكون للقصص الفانتازية ، حكاية لم تجد الشرطة موطأ قدم فيها ، لا شهود سوى شخص واحد مصدوم ، لا حطام ، لا خبر عن القطار في أي بقعة من بقع إيطاليا ، لم يجد المفتشون حلا سوى إغلاق القضية معلنين إختفاء القطار و جميع الركاب فيه دون أي تفصيل آخر بيد أن أحد المحققين إستمر في النبش و قد وقعت يداه بعد بحث حثيث على وثيقة قديمة كتبها أحد عمال السكك التابعين لمدينة نيو مكسيكو هناك في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يقص هذا الأخير قصة غريبة يقول فيها أنه و أثناء عمله في أحد الأيام الحارة من عام 1840 سمع بعضا من زملائه يتحدثون عن ظهور حوالي مائة شخص من العدم في المدينة إذ لم يرهم أحد قط في تلك النواحي من قبل ، كانوا يرتدون ألبسة غريبة و يتحدثون بلغة غير مفهومة ، لم تتعب السلطات نفسها معهم و تم إيداعهم مباشرة في مصحة الأمراض العقلية .
كانت هذه السطور التي قرأها المفتش مثيرة للإهتمام لحد كبير لكنه فضل الإحتفاظ بها لنفسه خوفا من أن يلقى نفس مصير أولئك الركاب و أغلقت القضية هذه المرة بشكل لا رجعة فيه .
هل سافر ركابه حقا بالزمن للماضي ؟
مرت سنوات عديدة على قضية قطار زانيتي و قد أضحى لحد ما أسطورة يخيف بها كبار السن أطفالهم لغرض المزحة و الضحك ، أسطورة لامست الواقع عام 1959 حيث ظهر على أحد المحطات القديمة في دولة أوكرانيا قطار صدئ ذو تصميم عتيق توقف العمل به منذ فترة ، تعجب ذلك الحارس البسيط الذي كان يجلس وحيدا عند المدخل بعد دوريته التفقدية المعتادة من وجود ذلك المجسم الصدئ الفارغ فوق السكة و قال في نفسه بخوف :
- لقد كنت هنا منذ ساعة فقط و لم يكن هذا القطار الغريب موجودا .
بحذر تحرك نحو مقصورة القيادة و في يده مصباح عتيق أضاء به زوايا ذلك المكعب الصدئ الصغير ، كان فارغا بشكل مخيف و تفوح منه رائحة غريبة ، كل الأزرار كانت معطلة و جميع أجهزة القياس كانت متوقفة تماما ، لاحظ الحارس بعد تفتيش بسيط وجود قدح قهوة أكله الغبار فرفعه بهدوء ليلمح أسفله شعار شركة زانيتي الإيطالية و هناك فقط أدرك أنه قد وجد بالصدفة القطار المفقود منذ حوالي نصف قرن .
جنح القطار بعد سنوات ... فارغا
لقد سافر هيكل قطار زانيتي بالزمن للمستقبل بينما عاد ركابه للماضي ، لا يُعلم حقا على وجه التحديد كيف حصل ذلك ، بل لا يمكن الجزم قطعا بوجود رابطة بين المجموعة التي ظهرت في نيو مكسيكو و الحادثة التي بين أيدينا و إن كانت لا توجد فعلا رابطة بين الحادثين فلماذا جنح القطار للمحطة الأوكرانية فارغا ! . يرى البعض أن نفق منطقة لومباردي ربما إحتوى حقلا كهرومغناطيسيا قويا تفاعل مع القطار لحظة دخوله ، بينما يعتقد آخرون أنها كانت تجربة سرية تعلم بها الحكومة و قد عزوا تخمينهم هذا للتعتيم الغريب من قبل السلطات على قضية عجيبة مثل هذه ، قصة قطار زانيتي قد تكون أيضا مجرد حكاية مبالغ فيها حسب الكثيرين إذ أن قطار زانيتي كان موجودا فعلا لكن إختفاءه كان مجرد أسطورة محلية أوروبية ، لا يوجد حقا تفسير واضح صريح لما حصل فالحادثة كلها تبدو أقرب للخيال منها للواقع و لحد اليوم لا أحد يستطيع أن يقدم تفسيرا شافيا كافيا يفك به شيفرات لغز قطار زانيتي .
