e-Dewan.com
  • مسابقة المحتوى الإبداعي

    يسر منتدى الديوان أن يعلن عن إطلاق مسابقة أدبية جديدة ومميزة، تهدف إلى تشجيع الكتابة الإبداعية والمفيدة بين الأعضاء، وإثراء الويب العربي بمحتوى راق و جديد.

     

    ⟸ شارك الآن ⟹

💢 حصري لغز شارتون : المرأة التي أتهمها العالم .. وأنصفها السر المشين !

  • ناشر الموضوعمنال عبد الحميد
  • تاريخ البدء
  • الردود 0
  • المشاهدات 697

العنوان:
💢 حصري لغز شارتون : المرأة التي أتهمها العالم .. وأنصفها السر المشين !

الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

قضايا و ألغاز
  1. ألغاز تاريخية

في عام 1840م حدثت واحدة من أشهر الجرائم التي سجلت في التاريخ كله، وهي جريمة تسميم تشارلز لافارج Charles Lafarge على يد زوجته الشابة "ماري" Marie Lafarge، والتي أدينت فيها المرأة بتهمة قتل زوجها، وحُكم عليها بالسجن المؤبد، كانت تلك أشهر قضية تسميم في القرنين التاسع عشر والعشرين، وسبب شهرتها أنها أول قضية تُستخدم فيها تقنيات واختبارات رائدة جديدة في اكتشاف السم في الرفات البشرية، كما أن هذه القضية ارتبطت باسم أشهر سم عرفه التاريخ البشري وهو الزرنيخ Arsnic !

1

ماري لافارج : أشهر مُسممة في التاريخ!

وللزرنيخ تاريخ طويل، وغير مُشرف، في حوادث القتل العمدي البطيء، كما أنه يعتبر ملك السموم بحق، وخلال فترة القرون الثامن والتاسع عشر والعشرين، كان يعتبر أهم وأشهر وسيلة للتخلص من الأشخاص غير المرغوب فيهم، حتى أنه أرتبط بالوصايا القانونية والتركات، وأطلق عليه لقب ( مسحوق الميراث ) inheritance powder !

وبرغم إدانة "ماري لافارج" رسميا، فإن القضية لا تزال محل شكوك ودراسات حتى اليوم، والسبب ببساطة أن موت "تشارلز لافارج" بالزرنيخ لا يعني أنه قد تسمم عمدا، والسبب ببساطة : أن الزرنيخ كانت له استعمالات مثيرة للدهشة في ذلك الزمان البعيد !



الجمال القاتل : فطائر الزرنيخ للبشرة المثالية !

2


الزرنيخ لجمالك يا سيدتي .. ولا بأس إن أرسلكِ إلي العالم الآخر !

إن ثبوت سمية وخطورة الزرنيخ، لم يمنع الناس في العصر الفيكتوري من استخدامه في استعمالات كثيرة وغريبة، من بينها وصفات تجميل، رقائق صغيرة كانت تؤكل لجعل البشرة فاتحة، كانت هناك أيضا كريمات ومستحضرات تجميل، وقطع صابون كلها مصنعة من مواد مضاف إليها مقادير من الزرنيخ، اُستعمل الزئبق والرصاص، رغم سميتهما وخطورتهما أيضا، في وصفات التجميل، بل وصل الحد إلي استعمال الزرنيخ في الأدوية والمركبات العلاجية، ومن أشهر العلاجات التي كانت تحتوي على الأرسنيك القاتل هي أدوية مرضي الزهريSyphilis، ومن اهمها السلفرسان، الذي ظل مستعملا في علاج الزهري حتى أربعينات القرن العشرين، حين بدأ استعمال البنسلين بدلا منه، الواضح أن الزرنيخ كان منتشرا في البيوت والمساكن والقصور، بل حتى ورق الحائط في أوربا كان يحتوي قدرا من الزرنيخ، بحيث أن وجود هذا العنصر السام كان جزء من الحياة اليومية.. وبسبب تلك الحقيقة الغريبة أصبحت قضية شارترون شائكة ومعقدة، وبقيت بدون حل نهائي ومؤكد حتى يومنا هذا !

قضية شارترون : لغز السيد كانابي المسكين !

3


قضية عائلة كانابي كانت مثار اهتمام الشعب كله في فرنسا

في شهر يونيو من عام 1905، وفي مدينة بوردو، بدأ التحقيق في قضية أعادت إلي الأذهان تفاصيل قضية "ماري لافارج"، كانت تبدو كنسخة عنها، زوجة متهمة بدس سم الزرنيخ لزوجها بغرض التخلص منه، غير أن الفارق هنا هو أن الزوج لم يمت، فقد تم تدارك الأمر مبكرا، السيد "إميل كانابي" تاجر نبيذ مشهور، لازم الفراش في شهر مايو مصابا بأعراض مرضية غريبة، حار الأطباء في تصنيفها حتى أن أحدهم أعتبرها أعراض أنفلونزا موسمية، لكن التشخيص الأخير حدد سبب كل تلك المعاناة : الزرنيخ !

فورا أشارت أصابع الاتهام إلي الزوجة، هنرييت كانابي Henriette Canaby، التي كانت تقوم على رعايته أثناء مرضه، أعادت القضية إلي الأذهان قصة عائلة "لافارج" بحذافيرها، مع وجود فارق مهم يؤكد الإدانة في حق مدام كانابي، وهو شائعات ارتباطها بأحد أصدقاء زوجها، الذي كانت تسافر معه بعلم الزوج وقبوله، وفي وجود ابنتيها أيضا، كل شيء كان يؤكد أن الزوجة جانية ومُدانة !

وبرغم مرضه وضعفه وقف "إميل كانابي" في المحكمة، في قصر العدل بساحة ماجينتا، ليشهد في القضية المقامة ضد زوجته، وكانت هناك أدلة أيضا، تذاكر طبية مزورة أُرسلت إلي صيدلية في منطقة شارترون Chartrons، على أنها وصفات مكتوبة من قبل الدكتور "جوب"، طبيب عائلة كانابي، والتي ثبت فيما بعد أنها بخط يد الزوجة " هنرييت"، وليست توصيات طبية حقيقية من الطبيب المذكور، وكانت التذاكر تطلب كميات من السموم، على رأسها الزرنيخ، تبدأ الشكوك تحاصر الزوجة، ويقرر طبيب يدعي "فيلار" أن ينقل "إميل كانابي" إلي عيادته، بقصد إبعاده عن زوجته، ومنعها من دس أي مواد سامة له، إن كانت فعلا تقوم بتسميمه عمدا، وتحدث المعجزة، فيتحسن الزوج تدريجيا في العيادة، ويكون هذا هو الدليل الدامغ المطلوب !

لكن برغم رفع الأمر إلي القضاء فإن عائلة "كانابي" حاولت إبقاء القضية طي الكتمان، والحفاظ على سرية بيانات المتقاضين، حرصا على سمعة العائلة، وبالفعل ففي الأسابيع الأولي من التحقيق بقيت أسماء "كانابي" سرية وغير معلنة، لكن سرعان ما افتضحت القصة كلها، وبدأ الفرنسيون يتابعونها بحماس وشغف، مثلما تابعوا قضية "لافارج" منذ أكثر من نصف قرن !


4

هنرييت كانابي في المحكمة

أثناء التحقيق ظهر أن "مدام كانابي" أشترت انواعا مختلفة من السموم، غير الزرنيخ، وظهر تساؤل حول كيفية نجاة "إميل" من الموت، قبل نقله إلي عيادة الطبيب، إن كانت زوجته حقا تقوم بدس كل تلك الأنواع المختلفة من السموم له، على مدي عدة أسابيع !

أجاب بعض العلماء إجابة غريبة، وهي أن استعمال أنواع مختلفة من السموم قد أدي لإبطال مفعول بعضها البعض، طبعا ثبت تهافت تلك الفرضية حينها.. إذن يبقي السؤال قائما كما هو : كيف نجا "إميل كانابي" من الموت وهو يتعرض للتسميم العمدي بشكل يومي على يدي زوجته ؟!



السر الفاضح : كحول فاولر !

حين بدأت جلسات المحاكمة كان الشعب كله متحمس لمتابعة الجلسات، واحتشد الناس حول قاعة المحكمة، واُستدعيت قوات إضافية لتأمين المكان، أدخلت " هنرييت كانابي" إلي القفص باعتبارها متهمة، لكن الذي حدث أن زوجها، الرجل الذي تعرض للتسميم وكاد يفقد حياته، هو من شهد لصالح زوجته، وانكر كل التهم المرفوعة ضدها، وأنكر شهادات أتهمتها بأنها قدمت له مشروب شيكولاته كريه الطعم، يبدو أنه كان يحوي سما أو مركبا ضارا ما، ومع إصرار الزوج على انكار محاولتها لتسميمه، حُكم على "هنرييت" بالسجن لخمسة عشر شهرا، ومائة فرنك غرامة، في تهمة تزوير التذاكر الطبية فقط !

انتهت القضية بحكم لم يدن المتهمة بجناية التسميم، أو محاولة القتل، وتحولت تلك القضية إلي نموذج أدبي فريد، حين كتبها الروائي الشهير" فرانسوا مورياك" François Mauriac، الذي حضر جلسات محاكمة "هنرييت كانابي"، في رواية تحمل اسم "تريز ديكيرو"، والتي خلدت شخصية المرأة الجانية، التي تُتهم ظلما بجريمة لم تُقدم عليها، وتعاقب على ذلك مجتمعيا، حتى وإن أثبت القضاء براءتها منها !

لكن بعد انتهاء القضية بسنوات طويلة ظهرت حقيقة غريبة، أُخفيت عن هيئة المحكمة، وعن الرأي العام، وحتى عن أصدقاء وأقارب العائلة الأخرين، فقد كان "إميل" يتناول كميات من كحول فاولر مدعيا أنه لعلاج اصابته بفقر الدم، لكن في الحقيقة فإن هذا الشراب يحوي مقادير من مادة أملاح زرنيخ البوتاسيوم، والتي كانت تعالج مرض الزهري !

لم تشر مستندات الدعوي مطلقا إلي تلك الحقيقة المخزية، لأن مرض الزهري ( السيلفس)، الذي ينتقل جنسيا، كان يعتبر عارا، شبيها بالإيدز حاليا، تلك الحقيقة تعني أن "إميل كانابي" كان يستهلك الزرنيخ بصفة منتظمة قبل ظهور أعراض المرض عليه، وإتهام زوجته بتسميمه، فهل ظهور الأعراض سببه هو التسميم العمدي فعلا.. أم تراكم الجرعات الصغيرة على مدي سنوات طويلة، وظهور أعراضها الجانية أخيرا !



النهاية المحزنة : الطلاق والفراق !

5


مدام كانابي .. قصتها لغز محير ومأساة حزينة في نفس الوقت !

برغم تبرئتها من محاولة تسميمه قضائيا، فإن "مدام كانابي" وُصمت مجتمعيا، فطلقها زوجها عقب خروجها من السجن، ومنعها من رؤية أبنتيها، وطُردت من بوردو كلها، وحتى بعد مرور أربع وعشرين عاما، وفي عام 1930، وحين عادت إلي شارترون محاولة رؤية ابنتيها، فإنها حُرمت من ذلك !

بقيت " هنرييت كانابي" منفية بعيدا عن بوردو، وعن ابنتيها، حتى وفاتها في عام 1952م !



 

المرفقات

  • 1.jpg
    1.jpg
    242.4 KB · المشاهدات: 94
  • 4.jpg
    4.jpg
    221.4 KB · المشاهدات: 1
  • أعجبني
التفاعلات:Medo
أعلى