عيكم مبارك وأيامكم سعيدة.- المشاهدات: 533
- الردود: 4
صبيحة الثاني عشر من أكتوبر عام 1995 إجتاحت شرطة بكين فندق مبنى جينغ غوانغ و الذي كان يعتبر أطول مبنى في الدولة آنذاك ، التأهب كان في أعلى مستوياته خاصة و أن الضحية و حسب الإشاعات الأولى كان رجل دولة ذا منصب رفيع راق ، تصاعدت التكهنات حول هوية القتيل و إختلفت الأسماء التي تناقلتها الأفواه هنا و هناك قبل أن يصرح رئيس الشرطة أخيرا بأن الضحية هو إيطالو أبروزيس ، كان إيطالو إطارا ساميا في وزارة الخارجية الإيطالية ، من مواليد عام 1932 بمنطقة صقلية ، تقلد عدة مناصب في حكومة إيطاليا و كان على حد قول كل من الحكومتين الإيطالية و الصينية في زيارة لأحد المؤتمرات الخاصة بالتبادل في مجال الملابس بين البلدين ، إيطالو وجد داخل شقته مربوطا بشريط لاصق و على جسده 21 طعنة متفرقة ، جريمة كهذه قلما تحدث في بلد مثل الصين و قلما تحدث لمواطن أجنبي بل و غربي أيضا ، بسرعة إنطلقت تحقيقات الشرطة لكشف أسرار هذه الجريمة العنيفة .
بدأت الشرطة أولا بتفتيش الشقة و التي كانت في حالة فوضى دلت على أن إيطالو قد قاوم قاتله بكل ما إستطاع ، في خضم كل تلك الأغراض المتطايرة عثر الضباط على مسدس منزلي الصنع رجح المحققون أنه يعود للقاتل بحكم أن إيطالو قد دخل عبر المطار بطريقة قانونية و دون أن يخفي شيئا ، كانت أيضا هناك لافتة " عدم الإزعاج " على الباب و قد صرح عمال المبنى أنهم لم يسمعوا أي شيئ مريب أو غريب ما جعل هيئة التحقيق تعتقد أن القاتل ربما قد يكون وجها مألوفا لإيطالو ، شخص يعرفه لدرجة أنه يفتح الباب له و يقوده لشقته بل و يضع لافتة عدم الإزعاج أيضا .
مبنى جينغ جوانغ
عرضت الجثة على الطبيب الشرعي الذي تكهن من الوهلة الأولى أن سبب الوفاة هو الطعنات المتفرقة على الجسد لكن التشريح الكامل أظهر حقائق غريبة ، فالضحية كانت قد تعرضت لضربات خفيفة على مؤخر الرأس من المرجح أنها كانت من المسدس بداعي التهديد أو التخويف لكن المفاجأة كانت في سبب الوفاة حيث أن الطعنات و رغم عددها الهائل لم تكن السبب بل كان على حد قول الطبيب الشرعي عدة ضربات متفرقة على رأسه و يديه أدت بضع منها لقطع عدة شرايين حيوية مما أدى لنزيفه ثم وفاته ، هذا التقرير أعاد الشرطة لمسرح الجريمة و بعد تفتيش ثان دقيق تم العثور على منفضة سجائر مدماة رجح المفتشون أنها أداة الجريمة .
كانت العملية منظمة و فوضوية في آن واحد و قد طرحت أسئلة أكثر من الاجوبة ، فحسب مسيري المبنى فإن الأمن ذلك اليوم كان في أعلى مستوياته بحكم المؤتمر الذي حضره إيطالو مع شركائه ، كما أن عمال الفندق لم يسمعوا أي شيئ رغم تحرك خدمة الغرف المستمر في كل الطوابق ، الغرابة تنطبق أيضا على الجريمة في حد ذاتها فلماذا أحضر القاتل مسدسا لم يكن ينوي إستعماله ، و لماذا تم القتل بتلك الطريقة البشعة ؟ . العديدون رجحوا أن إيطالو لم يكن ضحية جريمة بل ضحية تعذيب فلربما كان منخرطا مع أحد العصابات و سارت الأمور بالنسبة له بشكل خاطئ مما أدى لقتله بطريقة فيها رسالة واضحة ، هناك أيضا من رأى أن الجريمة كان الهدف منها السرقة لكن الضحية لم يكن يحمل معه أي نقود سوى بضع أوراق من العملة المحلية فلماذا سيتكبد السارق كل ذلك العناء لبضع أوراق ، الترجيح الثالث يميل نوعا ما لعدم التصديق إذ يرى البعض أن العملية كانت فعلا منظمة و الهدف منها جعل الجريمة تبدو كعملية إنتحار و لهذا أحضر القاتل معه المسدس لكن الأمور سارت بشكل خاطئ و إضطر القاتل للإرتجال ! .
لماذا أحضر القاتل مسدسا لم ينوي إستعماله ؟
بين نظرية هنا و نظرية هناك تبقى الدلائل منعدمة و لا يوجد إثبات على صحة أي منها ، الشرطة الصينية وصلت بعد أشهر من التحقيق لباب مسدود و سلمت الجثة للدولة الإيطالية . إن جريمة قتل كهذه ستبقى دوما محل إهتمام و شك خاصة بسبب حساسية منصب الضحية لكن حتى اليوم و بعد أكثر من عشرين عاما تبقى القضية دون حل و يبقى مقتل إيطالو سؤالا آخر من أسئلة كثيرة دون جواب .
بدأت الشرطة أولا بتفتيش الشقة و التي كانت في حالة فوضى دلت على أن إيطالو قد قاوم قاتله بكل ما إستطاع ، في خضم كل تلك الأغراض المتطايرة عثر الضباط على مسدس منزلي الصنع رجح المحققون أنه يعود للقاتل بحكم أن إيطالو قد دخل عبر المطار بطريقة قانونية و دون أن يخفي شيئا ، كانت أيضا هناك لافتة " عدم الإزعاج " على الباب و قد صرح عمال المبنى أنهم لم يسمعوا أي شيئ مريب أو غريب ما جعل هيئة التحقيق تعتقد أن القاتل ربما قد يكون وجها مألوفا لإيطالو ، شخص يعرفه لدرجة أنه يفتح الباب له و يقوده لشقته بل و يضع لافتة عدم الإزعاج أيضا .
مبنى جينغ جوانغ
عرضت الجثة على الطبيب الشرعي الذي تكهن من الوهلة الأولى أن سبب الوفاة هو الطعنات المتفرقة على الجسد لكن التشريح الكامل أظهر حقائق غريبة ، فالضحية كانت قد تعرضت لضربات خفيفة على مؤخر الرأس من المرجح أنها كانت من المسدس بداعي التهديد أو التخويف لكن المفاجأة كانت في سبب الوفاة حيث أن الطعنات و رغم عددها الهائل لم تكن السبب بل كان على حد قول الطبيب الشرعي عدة ضربات متفرقة على رأسه و يديه أدت بضع منها لقطع عدة شرايين حيوية مما أدى لنزيفه ثم وفاته ، هذا التقرير أعاد الشرطة لمسرح الجريمة و بعد تفتيش ثان دقيق تم العثور على منفضة سجائر مدماة رجح المفتشون أنها أداة الجريمة .
كانت العملية منظمة و فوضوية في آن واحد و قد طرحت أسئلة أكثر من الاجوبة ، فحسب مسيري المبنى فإن الأمن ذلك اليوم كان في أعلى مستوياته بحكم المؤتمر الذي حضره إيطالو مع شركائه ، كما أن عمال الفندق لم يسمعوا أي شيئ رغم تحرك خدمة الغرف المستمر في كل الطوابق ، الغرابة تنطبق أيضا على الجريمة في حد ذاتها فلماذا أحضر القاتل مسدسا لم يكن ينوي إستعماله ، و لماذا تم القتل بتلك الطريقة البشعة ؟ . العديدون رجحوا أن إيطالو لم يكن ضحية جريمة بل ضحية تعذيب فلربما كان منخرطا مع أحد العصابات و سارت الأمور بالنسبة له بشكل خاطئ مما أدى لقتله بطريقة فيها رسالة واضحة ، هناك أيضا من رأى أن الجريمة كان الهدف منها السرقة لكن الضحية لم يكن يحمل معه أي نقود سوى بضع أوراق من العملة المحلية فلماذا سيتكبد السارق كل ذلك العناء لبضع أوراق ، الترجيح الثالث يميل نوعا ما لعدم التصديق إذ يرى البعض أن العملية كانت فعلا منظمة و الهدف منها جعل الجريمة تبدو كعملية إنتحار و لهذا أحضر القاتل معه المسدس لكن الأمور سارت بشكل خاطئ و إضطر القاتل للإرتجال ! .
لماذا أحضر القاتل مسدسا لم ينوي إستعماله ؟
بين نظرية هنا و نظرية هناك تبقى الدلائل منعدمة و لا يوجد إثبات على صحة أي منها ، الشرطة الصينية وصلت بعد أشهر من التحقيق لباب مسدود و سلمت الجثة للدولة الإيطالية . إن جريمة قتل كهذه ستبقى دوما محل إهتمام و شك خاصة بسبب حساسية منصب الضحية لكن حتى اليوم و بعد أكثر من عشرين عاما تبقى القضية دون حل و يبقى مقتل إيطالو سؤالا آخر من أسئلة كثيرة دون جواب .
