- المشاهدات: 612
- الردود: 5
صناعة ألعاب الفيديو تشبه لحد كبير وضع أوراقك على طاولة بوكر ، فيد الموزع قد تخفي خلفها فوزك و عودتك بالمال أو خسارتك و عودتك خالي الوفاض ، على مر السنين إستمتع اللاعبون بسلاسل شكلت جزءا كبيرا من طفولتهم و سارت معهم أحيانا حتى مرحلة الشباب لكنها ببساطة توقفت و إندثرت لسبب أو لآخر ، سلاسل أيقونية مثل dead rising و prince of persia كانت يوما ما بمثابة حلم لكل لاعب و اليوم هي مجرد ذكرى تجعل اللاعبين يحنون للماضي ، لكن رغم دورة الحياة القاسية هذه إستطاع أستوديو id software المحافظة على قطعته الفنية من الضياع بين دهاليز المتاحف ، فلعبة Doom لاتزال حتى اليوم تحطم الأرقام و تجذب حتى لاعبي الجيل الجديد لتجربتها و وضع أنفسهم في حذاء البطل doomguy الذي ينسف كل شيئ في طريقه بطريقة سينمائية متقنة بشكل كبير مخلفا خلفه الدماء و الفوضى أينما حل لكن ... هل طرق القتل السينمائية و الفوضى العارمة كافية لجعل اللعبة تستمر كل هذه الفترة ؟ أم أن هناك سرا آخر ؟ .
دوم ( Doom ) هي لعبة تصويب من منظور الشخص الأول أطلقت عام 1993 لأجهزة الحاسب و الأركايد ( adcade ) من قبل أستوديو id software و قد لاقت في تلك الفترة نجاحا منقطع النظير و باعت حوالي 3.5 مليون نسخة كما حصلت على جائزة لعبة العام عام 1994 إضافة لعدة جوائز فردية أخرى ، قصة اللعبة تتبع البطل doomguy في رحلته لقتل الشياطين الذي خرجوا من بوابة عالم مواز تم فتحها بالخطأ بعد عملية حفر على كوكب المريخ ، تعتبر Doom ثاني لعبة تقدم تجربة التصويب من منظور الشخص الأول بعد لعبة Wolfenstein التي أصدرت عام 1991 و التي إتخذها أستوديو id software كمرجع أساسي إذ حمل المطورون أحسن السمات في لعبة Wolfenstein و قاموا بتطويرها لتقديم تجربة مميزة لازالت حتى اليوم على ألسن اللاعبين . في العديد من الحالات قد تتوقف قصة اللعبة هنا بعد الإصدار الأول لكن أستوديو id software كان له رأي آخر إذ طرح هذا الأخير عام 1994 لعبته التالية في السلسة و التي سماها doom 2 و قد تلقت اللعبة ترحيبا واسعا من الجمهور و النقاد على حد سواء فالمطورون ضاعفوا في هذا الجزء عدد الأعداء الذين تواجههم كما جعلوا الأعداد الرئيسيين في الجزء الأول مجرد أعداء عاديين في هذا الجزء ، تم أيضا في هذا الإصدار إضافة أسلحة جديدة لعل أبرزها super shotgun كما تم تطوير نظام اللعب و المستويات لتصبح أكثر سلاسة و متعة للاعبين ، Doom 2 إستمرت بتحطيم الأرقام دون هوادة لمدة تقارب العشر سنوات و لم يوقف صعود أرقامها شيئ سوى الإصدار القادم من اللعبة المسمى Doom 3 و الذي إنتصب على الرفوف عام 2003 .
Doom كانت لعبة بمبدأ بسيط و متعة معقدة .
حاول المطورون في هذا الجزء التركيز لحد ما على شخصية اللاعب و خفض إيقاع اللعبة قليلا مع تقديم رسوميات مبهرة مازالت تفاجئ اللاعبين حتى اليوم ، الإصدار الثالث نال تقييمات مختلطة معظمها إيجابية ، اللاعبون أعجبوا بالفكرة الجديدة و التي أعطت بعدا للشخصية و جعلته في نظر اللاعبين مرئيا إن صح التعبير لكنهم تحفظوا لحد ما على الإيقاع المنخفض كما إنتقدوا المناطق المظلمة العديدة في اللعبة حيث رأوها كمحاولة فاشلة لجعل إتجاه اللعبة مرعبا أكثر ، لكن رغم الإنتقادات فقد نجحت اللعبة مثل سابقاتها و حققت مبيعات فاقت 3.5 مليون نسخة مع دخل يقارب 20 مليون دولار .
لعبة Doom 3 قدمت رسوميات سابقة لعصرها .
أستوديو id software إختبأ بين الظلال بعد الإصدار الثالث و إعتقد الجميع أنه ربما قد إنتهى من سلسة Doom و أراد الخروج من الباب الواسع لكن المطورين فاجئوا الجمهور عام 2016 بلعبة Doom 2016 التي ظهرت من العدم و أخذت العالم كعاصفة بتقديمها لتجربة اللعب الأصلية لكن في إطار عصري مميز مع أسلحة مصصمة بشكل متقن و شخصية غامضة جديدة تدعى Doom slayer ، اللعبة أيضا قدمت أعداءا أصعب من الأجزاء السابقة و مشاهد قتل سينمائية جديدة كليا تتيح لك القضاء على العدو بعد أن تطلق عليه عددا محددا من الرصاصات ، كما قدمت رسوميات رائعة بألوان متباينة تجعل التجربة كلها مميزة لحد كبير ، id software كانت في قمة العالم و لم تكن لديها أي نية في التراجع إذ شهد عام 2020 إطلاق آخر إصدارات اللعبة المسمى Doom eternal ، و قد أخذ المطورون في هذا الإصدار كل شيئ مميز في لعبة Doom 2016 و جعلوه أكبر و أفضل من جميع النواحي ، أسلحة أكبر ، أعداء أكثر ، مستويات مميزة و إضافة مهمات جانبية ، زد على ذلك جلب فوضى الشياطين للأرض مع معركة ختامية أسطورية تقابل فيها أكبر الشياطين ، ببساطة Doom eternal ضغطت على كل الأزرار الصحيحة و حققت بفعل ذلك نجاحا لم يسبق أن حققته الشركة من قبل إذ قدرت مداخيلها ب 450 مليون دولار و هو رقم حتى في يومنا هذا يعتبر فلكيا ليثبت أستوديو id software للعالم أنه أحد أفضل الأستوديوهات في عالم الألعاب .
الإصدارين الأخيرين من اللعبة حققا نجاحا ساحقا .
نجاح لعبة Doom الأولى قد يكون ربما ضربة حظ لكن نجاح الإصدارات التي بعده لم يكن سوى ثمرة تخطيط واضح و إدارة حكيمة عرفت كيف تتحكم في نقاط ضعف و قوة لعبتها ، يمكننا أن نتحدث كثيرا عن عبقرية id software لكن إن أردنا أن نختصر خطتهم فإننا سنحصرها في أربع نقاط هي :
1- البناء على الإصدارات السابقة :
مطوروا اللعبة يعرفون جيدا ما صنعت أيديهم بل و يحللون نقاط القوة و الضعف في كل لعبة للعمل عليها في الإصدار القادم ، كل لعبة جديدة في سلسلة Doom تقضي على نقاط الضعف و تطور نقاط القوة بما يتناسب و الجمهور .
2- الإستماع لرغبات الجمهور :
الجمهور هو الحكم الأول و الأخير لأي لعبة و أستوديو id software يعلم ذلك جيدا و يستغله لصالحه إذ أنه يراقب بعد كل إصدار جديد ردود أفعال اللاعبين و إنتقاداتهم بهدف العمل على تطوير اللعبة في الإصدار القادم ، و هنا يمكن أن نرى أن الأستوديو يصنع الألعاب ليس حبا في المال و حسب بل لأن لديه شغفا و حبا للألعاب و تطويرها .
3- الإبقاء على روح اللعبة الأصلية :
دوم ( Doom ) تعرف أنها لعبة لذا فهي لا تأخذ نفسها على محمل الجد ، الإصدار الأول كان متعة عمياء لا قصة خلفها و لا مشاعر ، و الإصدار الأخير كان كذلك أيضا و ما بين الإصدار الأول و الأخير متعة نقية بعيدا عن قصة معقدة أو شخصيات مركبة ، فقط بطل بصفات جسمانية مبالغ فيها يحمل أسلحة فتاكة لغرض واحد بسيط : قتل أكبر عدد ممكن من الشياطين .
4- عدم المبالغة في المميزات :
أستوديو id software كان يستطيع وضع كل مميزات لعبة Doom eternal حتى في لعبة Doom 3 لكن العبقرية في التسويق صنعت الفارق إذ أن فريق التطوير يعلم جيدا أن وضع جميع المميزات في لعبة واحدة سيقتل الحماس للإصدارات القادمة و يجعل المطورين أنفسهم في جفاف من ناحية الأفكار ، لذا فالحل الأنسب هنا هو توزيع الميزات الجديدة بطريقة عقلانية على مجموعة ألعاب بدل لعبة واحدة لإبقاء الجمهور متعطشا و لإبقاء أفكار المطورين مرتوية طوال الوقت .
دوم ( Doom ) هي لعبة تصويب من منظور الشخص الأول أطلقت عام 1993 لأجهزة الحاسب و الأركايد ( adcade ) من قبل أستوديو id software و قد لاقت في تلك الفترة نجاحا منقطع النظير و باعت حوالي 3.5 مليون نسخة كما حصلت على جائزة لعبة العام عام 1994 إضافة لعدة جوائز فردية أخرى ، قصة اللعبة تتبع البطل doomguy في رحلته لقتل الشياطين الذي خرجوا من بوابة عالم مواز تم فتحها بالخطأ بعد عملية حفر على كوكب المريخ ، تعتبر Doom ثاني لعبة تقدم تجربة التصويب من منظور الشخص الأول بعد لعبة Wolfenstein التي أصدرت عام 1991 و التي إتخذها أستوديو id software كمرجع أساسي إذ حمل المطورون أحسن السمات في لعبة Wolfenstein و قاموا بتطويرها لتقديم تجربة مميزة لازالت حتى اليوم على ألسن اللاعبين . في العديد من الحالات قد تتوقف قصة اللعبة هنا بعد الإصدار الأول لكن أستوديو id software كان له رأي آخر إذ طرح هذا الأخير عام 1994 لعبته التالية في السلسة و التي سماها doom 2 و قد تلقت اللعبة ترحيبا واسعا من الجمهور و النقاد على حد سواء فالمطورون ضاعفوا في هذا الجزء عدد الأعداء الذين تواجههم كما جعلوا الأعداد الرئيسيين في الجزء الأول مجرد أعداء عاديين في هذا الجزء ، تم أيضا في هذا الإصدار إضافة أسلحة جديدة لعل أبرزها super shotgun كما تم تطوير نظام اللعب و المستويات لتصبح أكثر سلاسة و متعة للاعبين ، Doom 2 إستمرت بتحطيم الأرقام دون هوادة لمدة تقارب العشر سنوات و لم يوقف صعود أرقامها شيئ سوى الإصدار القادم من اللعبة المسمى Doom 3 و الذي إنتصب على الرفوف عام 2003 .
Doom كانت لعبة بمبدأ بسيط و متعة معقدة .
حاول المطورون في هذا الجزء التركيز لحد ما على شخصية اللاعب و خفض إيقاع اللعبة قليلا مع تقديم رسوميات مبهرة مازالت تفاجئ اللاعبين حتى اليوم ، الإصدار الثالث نال تقييمات مختلطة معظمها إيجابية ، اللاعبون أعجبوا بالفكرة الجديدة و التي أعطت بعدا للشخصية و جعلته في نظر اللاعبين مرئيا إن صح التعبير لكنهم تحفظوا لحد ما على الإيقاع المنخفض كما إنتقدوا المناطق المظلمة العديدة في اللعبة حيث رأوها كمحاولة فاشلة لجعل إتجاه اللعبة مرعبا أكثر ، لكن رغم الإنتقادات فقد نجحت اللعبة مثل سابقاتها و حققت مبيعات فاقت 3.5 مليون نسخة مع دخل يقارب 20 مليون دولار .
لعبة Doom 3 قدمت رسوميات سابقة لعصرها .
أستوديو id software إختبأ بين الظلال بعد الإصدار الثالث و إعتقد الجميع أنه ربما قد إنتهى من سلسة Doom و أراد الخروج من الباب الواسع لكن المطورين فاجئوا الجمهور عام 2016 بلعبة Doom 2016 التي ظهرت من العدم و أخذت العالم كعاصفة بتقديمها لتجربة اللعب الأصلية لكن في إطار عصري مميز مع أسلحة مصصمة بشكل متقن و شخصية غامضة جديدة تدعى Doom slayer ، اللعبة أيضا قدمت أعداءا أصعب من الأجزاء السابقة و مشاهد قتل سينمائية جديدة كليا تتيح لك القضاء على العدو بعد أن تطلق عليه عددا محددا من الرصاصات ، كما قدمت رسوميات رائعة بألوان متباينة تجعل التجربة كلها مميزة لحد كبير ، id software كانت في قمة العالم و لم تكن لديها أي نية في التراجع إذ شهد عام 2020 إطلاق آخر إصدارات اللعبة المسمى Doom eternal ، و قد أخذ المطورون في هذا الإصدار كل شيئ مميز في لعبة Doom 2016 و جعلوه أكبر و أفضل من جميع النواحي ، أسلحة أكبر ، أعداء أكثر ، مستويات مميزة و إضافة مهمات جانبية ، زد على ذلك جلب فوضى الشياطين للأرض مع معركة ختامية أسطورية تقابل فيها أكبر الشياطين ، ببساطة Doom eternal ضغطت على كل الأزرار الصحيحة و حققت بفعل ذلك نجاحا لم يسبق أن حققته الشركة من قبل إذ قدرت مداخيلها ب 450 مليون دولار و هو رقم حتى في يومنا هذا يعتبر فلكيا ليثبت أستوديو id software للعالم أنه أحد أفضل الأستوديوهات في عالم الألعاب .
الإصدارين الأخيرين من اللعبة حققا نجاحا ساحقا .
نجاح لعبة Doom الأولى قد يكون ربما ضربة حظ لكن نجاح الإصدارات التي بعده لم يكن سوى ثمرة تخطيط واضح و إدارة حكيمة عرفت كيف تتحكم في نقاط ضعف و قوة لعبتها ، يمكننا أن نتحدث كثيرا عن عبقرية id software لكن إن أردنا أن نختصر خطتهم فإننا سنحصرها في أربع نقاط هي :
1- البناء على الإصدارات السابقة :
مطوروا اللعبة يعرفون جيدا ما صنعت أيديهم بل و يحللون نقاط القوة و الضعف في كل لعبة للعمل عليها في الإصدار القادم ، كل لعبة جديدة في سلسلة Doom تقضي على نقاط الضعف و تطور نقاط القوة بما يتناسب و الجمهور .
2- الإستماع لرغبات الجمهور :
الجمهور هو الحكم الأول و الأخير لأي لعبة و أستوديو id software يعلم ذلك جيدا و يستغله لصالحه إذ أنه يراقب بعد كل إصدار جديد ردود أفعال اللاعبين و إنتقاداتهم بهدف العمل على تطوير اللعبة في الإصدار القادم ، و هنا يمكن أن نرى أن الأستوديو يصنع الألعاب ليس حبا في المال و حسب بل لأن لديه شغفا و حبا للألعاب و تطويرها .
3- الإبقاء على روح اللعبة الأصلية :
دوم ( Doom ) تعرف أنها لعبة لذا فهي لا تأخذ نفسها على محمل الجد ، الإصدار الأول كان متعة عمياء لا قصة خلفها و لا مشاعر ، و الإصدار الأخير كان كذلك أيضا و ما بين الإصدار الأول و الأخير متعة نقية بعيدا عن قصة معقدة أو شخصيات مركبة ، فقط بطل بصفات جسمانية مبالغ فيها يحمل أسلحة فتاكة لغرض واحد بسيط : قتل أكبر عدد ممكن من الشياطين .
4- عدم المبالغة في المميزات :
أستوديو id software كان يستطيع وضع كل مميزات لعبة Doom eternal حتى في لعبة Doom 3 لكن العبقرية في التسويق صنعت الفارق إذ أن فريق التطوير يعلم جيدا أن وضع جميع المميزات في لعبة واحدة سيقتل الحماس للإصدارات القادمة و يجعل المطورين أنفسهم في جفاف من ناحية الأفكار ، لذا فالحل الأنسب هنا هو توزيع الميزات الجديدة بطريقة عقلانية على مجموعة ألعاب بدل لعبة واحدة لإبقاء الجمهور متعطشا و لإبقاء أفكار المطورين مرتوية طوال الوقت .
تم اغلاق الموضوع (الموضوع قديم)