e-Dewan.com

قضية مقتل كارول مودي و فلورندا بينيتيز .

  • ناشر الموضوع تقي الدين
  • تاريخ البدء
  • الردود 0
  • المشاهدات 381

العنوان:
قضية مقتل كارول مودي و فلورندا بينيتيز .

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

حالة الجريمة؟
❌جريمة غير محلولة
قتلة ومجرمون
  1. جريمة قتل
إخترقت أضواء الشرطة المميزة عتمة الليل الحالكة و تصاعد دوي صافراتها الذي قطع الصمت ، كانت الساعة على رسغ شريف قرية بينال بأريزونا تشير للثالثة و أربعين دقيقة صباحا بالتحديد حين وطأت قدماه ذلك المتجر اللامع الصغير التابع لمحطة وقود عند مخرج المدينة و خلفه بضع رجال آخرين أنتشروا بين رفوف المحل ، من الزاوية اليسرى للمكان و في نهاية رواق صغير يضفي لدورة المياه صدرت صرخة أحد الضباط :
- لدي ضحية هنا .
على الأرضية الصلبة الباردة إستلقت إمرأة ثلاثينية ربطت أطرافها إضافة لفمها بإحكام بشريط لاصق و أسفلها بركة دماء صغيرة كان سببها طعنة في رقبتها ، علائم الموت كانت ظاهرة على محياها لكن الضابط رغم ذلك تفقد نبضها قبل أن يستدير للشريف و هو يومئ برأسه رفضا ، بخفة أمر الأخير رجاله بالبحث عن بطاقة هوية و بعد تفتيش دام بضع دقائق تم العثور على حقيبة المرأة و بداخلها بطاقة الهوية ، إسمها كان فلورندا بينيتيز .

Images 12

كانت المحطة فارغة

كانت فلورندا أما لطفلين و عرف عنها الهدوء و الرزانة ، ترعرعت في منطقة كازا بلانكا ( كازا بلانكا الأمريكية و ليست المغرب ) ثم إنتقلت إلى أريزونا رفقة زوجها دون علمها بأن شريط حياتها سيتوقف هناك .

تم الإتصال بالمشفى لتوفير سيارة إسعاف مباشرة بعد إكتشاف الجثة و سارع الضباط للتحقق من درج النقود الخاص بالمحل فوجدوا أن كل الأموال و تذاكر اليانصيب كانت في مكانها كما أن كل الرفوف كانت مرتبة و لم يسرق منها شيئ واحد ، تحولت نظرة الشرطة للقضية بعد ذلك من منظور سرقة بسيطة لمنظور جريمة قتل مع سبق الإصرار و الترصد .

التحقيق :
بدأ المحققون عملهم بالتواصل مع أي شهود أو زبائن كانوا قد دخلوا المتجر قبل الثالثة و النصف صباحا و هو الوقت الذي قدر لوقوع الجريمة ، أحد الشهود قال أنه دخل المتجر في الساعة الثالثة لكنه لم يلحظ أي شيئ مريب كما أكد أن فلورندا لم تكن وحدها بل برفقة زميلة لها ، توسعت بعد ذلك التصريح دائرة التحقيق إذ أضحى المفتشون الآن يواجهون جريمة قتل و إختطاف ، و تم بعد بحث و تحري إكتشاف هوية المرأة الثانية و هي كارول مودي و التي كانت بعمر العشرين فقط يوم إختفائها ، كارول لم تختلف كثيرا عن زميلتها فقد كانت هادئة لطيفة مع الجميع كما كبرت في عائلة صغيرة مستقرة ، حاول المحققون التركيز خلال تحقيقهم على الحياة الشخصية لكارول إذ ذهبوا للإعتقاد بأن إختطافها قد يكون وراءه شخص من العائلة .

Screenshot 2022 12 07 07 15 36 65

صورة كارول .

هذا التخمين لم يكن خاطئا تماما إذ أن والد الأخيرة أكد أنه فعلا كان هناك إهتمام مريب من أحد الأشخاص داخل دائرة العائلة بكارول لكن تم "التعامل" مع ذلك الشخص حسب قول الأب ، إسم المشتبه به لم يظهر قط للعلن و بقي محبوسا بين ملفات الشرطة ، كان هناك أيضا تصريح آخر لأحد صديقاتها قالت فيه أن كارول كانت تتعرض للتحرش من طرف رجل لاتيني الأصل لكنها لم تخبر أحدا بذلك و آثرت التعامل مع الأمر بنفسها .

الإشاعات و التصريحات لم تساعد كثيرا في التحقيق بل و جعلته بطريقة ما أكثر تعقيدا و صعوبة . أربعة أشهر بعد الحادثة عثرت عائلة كانت تتنزه في صحراء أريزونا على بقايا هيكل عظمي مرمي على قارعة الطريق الولائي 87 و بعد أخذ العظام للمخبر و إجراء فحص الحمض النووي عليها تم التأكيد أنها تعود لكارول مودي كما تم التصريح بأن سبب الوفاة حسب الطبيب الشرعي كان جرحا في مؤخر الرأس ، التحقيق لم يتقدم خطوات كثيرة بعد ذلك إذ إدعى الكثيرون معرفة كارول و إدعى آخرون رؤيتها و إختلطت الحقيقة مع الخيال بالنسبة للعديد من الشهود فإضطرت الشرطة لإيقاف التحقيق تماما معلنة أن قضية مقتل المرأتين هي قضية باردة .

إذا نظرنا إلى الإحصائيات فسنجد أن جريمة من هذا النوع تحصل على الأقل مرة كل شهر في الو.م.أ لكن إذا ما دققنا في التفاصيل فسنجد أنفسنا ندخل جحر أرنب . إن الشرطة في الولايات المتحدة ملزمة في حالات مثل هذه و عن طريق مؤتمر صحفي بتقديم تفاصيل للصحافة مهما و التي تساعد بدورها في حل اللغز لكن في هذه الحالة كان التعتيم على القضية غريبا مريبا لدرجة أن الشرطة أهملت تفاصيل أخرى عديدة لعل أبرزها قول أحد الأشخاص بأنه وجد عند توقفه في مرحاض محطة وقود تقع في الطريق الولائي 87 و هو نفس الطريق الذي وجدت فيه جثة كارول نداء نجدة مكتوبا على أحد الجدران و أسفله رقم لوحة ترقيم سيارة لم يتم التحقق منه قط ، الشرطة أيضا لم تقدم أي تصريح بخصوص التحقيق الذي حصل داخل المحل مباشرة بعد الجريمة ، هل وجدت أي بصمات ؟ هل تم التحقق من كل عينات الدم ؟ ، و إذا ما عدنا إلى تصريحات كل من الأب و الصديقة فسنجد أيضا أن الشرطة لم تعطها الحق الكافي من الإهتمام خاصة فيما يتعلق بتصريح الصديقة حول وجود شخص يتحرش بكارول .
الواضح أن مودي كانت هدفا رئيسيا للقاتل و فلورندا كانت مجرد عقبة في طريقه ، فلماذا لم تعد الشرطة للتحقق مرتين مع كل من كانت له صلة بكارول ! .

ختاما :
حتى اليوم تبقى قضية كارول و فلورندا دون حل و لا تفاصيل كافية ، الكثيرون يرون أن التعتيم لم يأت من العدم و أن وراءه أسبابا عميقة قد تصل حتى لتورط الشرطة في الجريمة لكن دون دلائل كافية لا يمكننا الجزم بشيئ لتبقى هذه القضية لغزا آخر .
 
أعلى