e-Dewan.com

💢 حصري المظروف المعتم (الجاسوس منير محمد عبد الغني عيسى)

  • ناشر الموضوع Ahmad Abdel Rahim
  • تاريخ البدء
  • الردود 0
  • المشاهدات 423

العنوان:
💢 حصري المظروف المعتم (الجاسوس منير محمد عبد الغني عيسى)

الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

  • التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • المشاهدات: 423
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
تصنيف الجاسوسية
جاسوسية عربية إسرائيلية
المظروف المعتم (الجاسوس منير محمد عبد الغني عيسى )
---------------------------------------

* أوائل العام 1968...
اسمه:
منير محمد عبد الغني عيسى..

C52648f1e840b6a18f7f0f50c72f58bc
كان يعمل صحفي في جريدة كبيرة( لم يحدد إسمها)
وهذه كل المعلومات الشخصية التي عرفت عنه فقط.

كان هناك بين منير ورئيسه مشكلة في الجريدة لدرجة إن - على حد قوله - رئيسه كان يضطهده، لم يتحمل وعمل مصور وصحفي حر ومراسل لصحف مصرية وغير مصرية.

يرسل لهم أخبار وصور مقابل مكافآت لكنه غير مستقر في مكان معين.

ذهب منير مأمورية في روما ...

طُلِب منه تغطية حدث هناك وبالفعل سافر روما.
وبدون تضييع وقت نزل يشاهد المدينة ويمشي في شوارعها.

وهناك فوجىء بعالم مختلف تماماً عن القاهرة.

حرية وتحرر في كل مكان بين الشباب والفتيات بدون أي ضوابط من أي نوع.

سار يشاهد الطرق في دهشة كبيرة .

وهذا كل ما لفت نظره هناك...

في أحد الليالي كان يسير أمام ملهى ليلي، رأى الفتيات من الخارج ، سال لعابه ، بدون تفكير دخل الملهى لكنه كان متردد, دخل الملهى زاد ذهوله مما رآه هناك من تصرفات الفتيات .

جلس على مائدة، جاءه النادل ليرى طلبه ، كانت أول مرة يشرب الخمر ولهذا كان قلق ومتردد جداً.

لم يشرب ، ظل يحدق في الفتيات في الملهى الليلي والراقصات.
كان هناك عيون تراقبه...

دقائق وجاءت حسناء شابة أجنبية وبكل جرأة جلست أمامه..

قبل أن يتكلم فوجيء انها تتكلم بالعربية .

تعرفت عليه، وقالت له انها معجبة بشكله وملامحه العربية, شجعته أن يشرب ويقضى وقت حلو، وبعد السهرة عاد معها إلى شقتها في روما.

منير لم يصدق نفسه أن هذه الفاتنة معجبة به.

لم تكن الفتاة إلا واحدة من فتيات الموساد المكلفة باستقطاب الشباب العرب لتجنيدهم...

78f8c62cfcdf6300493d178f4803355c

هذه الفترة كانت هامة وخطيرة جداً بالنسبة لإسرائيل لأنها كانت منذ عام واحد قد احتلت أراضي عربية في سيناء والجولان والضفة.

وكانت مصر بعد مرارة الهزيمة المنكرة في 1967 استطاع جيشها بما تبقى لديه من قوات أن يقوم بعمليات عسكرية خلف خطوط العدو، عمليات نوعية مؤلمة للجيش الإسرائيلي.

إسرائيل كانت متأكدة أن العرب لن يسكتوا على الهزيمة ولابد من حرب انتقامية ولهذا كانت أجهزة مخابراتها تنشط لأقصى درجة في الدول العربية وخاصة دول المواجهة.

* نرجع لمنير الذى قضى في شقة فتاة الموساد ثلاث أيام استطاعت خلالهم أن تعرف منه كل المعلومات عن حياته وعمله وعن مصر وأحوالها وعرفت أنه ساخط وغير راضى عن حياته في مصر.

في اليوم الرابع كان دورها انتهى بعد ما تأكدت أن منير خامة صالحة ومناسبة جداً للعمل كجاسوس للموساد.

أثناء جلوسها مع منير في مقهى في روما فوجئ الاثنين بشخص ثالث يسلم على الفتاة كأنه رآها بالصدفة، قدمته لمنير على أنه صحفي ايطالي صديق لها اسمه "دري مان" يعمل في مجلة إيطالية مهتمة بشؤون السياسية والحروب وخاصة في الشرق الأوسط..

وبما إن الاثنين صحفيين ظلوا يتكلموا كثيرا..

الكلام كله كان عن إسرائيل والعرب والهزيمة ، دري مان أظهر لمنير إنه حزين بسبب هزيمة مصر والعرب في هذه الحرب وسأله عن أحوال البلد والناس والجيش المصري والرأي العام هناك.

منير انطلق في الحديث في كل ذلك..

تكررت مقابلات منير ودري مان - الذي بالطبع لم يكن إلا عميل إسرائيلي آخر- وتوسع منير في الكلام عن منطقة القناة بعد احتلال سيناء والأوضاع فيها.


* لا نستطيع أن نعرف هل منير كان يتعامل بحسن نية ويقبل الصدف التى تحدث معه من تعرفه على الفتاة والإعجاب به إلى تعرفه على صديقها الذي يجده صحفي ومهتم بشؤون مصر ويسأله كل هذه الأسئلة ؟
أم أنه كان يشعر بغرابة الموقف لكنه لم يكن يفرق معه خيانة من عدمه.

المهم إن دري مان عرض على منير إنه يساعده مساعدة قيمة جداً لم يكن يحلم بها .

سيعرفه على صديق ذو حيثية كبيرة يعمل في منظمة عالمية لمتابعة آثار الحروب على المدنيين وإن هذا الصديق يمكن أن يشغله معه في المنظمة مقابل مرتب ثابت بالدولار ومكافآت كبيرة.

منير رحب على الفور بالموضوع وتمت المقابلة بالفعل..


في ميدان إسبانيا بروما وفي مقهى إسمه "جروسو" أشهر مقاهي روما، تعرف منير بصديق دري مان الذي انتهى دوره هو أيضاً وانسحب من المشهد.

*لكن يبدو إن منير لم يكن عنده ذرة وطنية ولا نخوة واحدة تقلق الموساد منه لدرجة إن ضابط الموساد الذي قدمه دري مان على إنه يعمل في منظمة لمكافحة آثار الحروب على المدنيين بعد ثانى مقابلة مع منير كان يكشف عن وجهه الحقيقي ويقول لمنير إنه ضابط في الموساد واسمه "اسحاق رامينا" وإن منير سيعمل مع الموساد مقابل مرتب شهري "300" دولار ومكافآت قيمة عن كل مهمة يقوم بيها.

وبالطبع منير لم يتردد في الموافقة وبدأ التدريب على المهمة.

الغريب إن التدريب لم يكن مثلما في كل عمليات الجاسوسية على حبر سري أو شفرة أو أجهزة لاسلكي أو غيره.
لا....
كان شئ آخر ، العملية ليست سرية.

كان ذكاء من الموساد، بما إن منير في الأصل صحفي ومصور فطبيعة مهمته ستعتمد على هذا .

يصور المواقع المطلوبة بكاميرا ويضع الصور في مظروف ...
لكن لم يكن الفيلم عادي ولا المظروف كان عادي .

الفيلم كان من نوع لو تعرض لأي ضوء تحرق الصور وتمسح من عليه.

أما المظروف فكان مظروف معتم لهذا الغرض .

المطلوب إن يضع منير الفليم بدون تحميض في المظروف ويوصله بنفسه لروما وهناك يسلمه لضابط الموساد.

وبهذا يضمن الموساد سلامة العميل ، بحيث ان شك أحد فيه وحاول إنه يفتح المظروف
الفليم سيحرق ولن يكون هناك اي دليل .

وبالفعل رجع منير نصر وكله حماس للخيانة ..

وبدأت رحلاته وتجوله في مدن القناة وبدأ يصور كل شئ هناك ...

من مناطق عسكرية يقدر يوصلها بصفته صحفي إلى أعمال مقاولات غرب القناة إلى أماكن مراقبة للجيش المصري فوق التباب والأماكن العالية.

يصور الفليم ويضعه في المظروف المعتم ويسافر روما يسلمه ويستلم دولارات الخيانة .

تكرر الموضوع مرة تلو الاخري .
لم يعرف متى ولا كيف بدأت المخابرات المصرية ترصد الجاسوس، المعلومة لم يفصح عنها لكن يبدو إن الحماسة للخيانة والثقة التى بثها فيه الموساد بأنهم يحموه واستحالة المخابرات المصرية أن تكشفه كل هذا أفقده الحذر وفي وقت ما أصبح تحت عيون رجال المخابرات وبدأوا يرصدوا تحركاته في مصر وفي روما.

نفس السيناريو تكرر اكثر من مرة .

تصوير مواقع عسكرية...
السفر لروما..
مقابلة نفس الشخص..
وحتى نفس طريقة التسليم والتسلم.
يسلم ظرف معتم شكله غريب، يستلمه منه شخص أجنبي بحذر شديد،

ويتسلم ظرف يمسكه بشراهة ويخفيه في جيبه وبالطبع سهل التخمين ماذا يوجد في الظرف؟

رجال المخابرات صورت منير وهو ينفذ كل هذا في مصر وفي روما.

وبعد ما تجمعت عنه كل المعلومات وعرفت طبيعة المهمة القذرة التى يقوم بيها تقرر انهاء العلمية.

ويوم 28 نوفمبر 1968 وبينما كان منير يستعد لركوب طائرة روما كان رجال المخابرات المصرية يلقون القبض عليه ويتحفظوا على المظروف المغلق بكل حذر.

A9a42a02439802bcb0bdb1d1001b35f2

* تم محاكمة الجاسوس الخائن منير محمد عبد الغني عيسى وصدر الحكم بإعدامه عام 1969 والحكم يظهرلنا ماذا فعل الجاسوس وكيف تسبب في أذى لبلده؟

Cd373b2cb5bee8df7a6796dd3485e7b4


المصدر: كتاب
(المخابرات العامة- إطلالة تاريخية على بعض صفحات النضال الوطني)
الكاتب : اللواء عادل شاهين وكيل جهاز المخابرات.

أحمدعبدالرحيم
تحياتي ..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى