💢 حصري ساحرات سايلم

[Ahmad Abdel Rahim]

كتاب ساحرات سايلم
​

•••••••••••••••••••••••••••••••••••
في العام 1482 صدر الكتاب الرهيب

(مطرقة الساحرات )

عن راهبين في الكنيسة الكاثوليكية، ومنذ ذلك الحين ولقرون قادمة سادت المجتمعات الأوروبية فوبيا من السحر الاسود والشيطان والسحرة .

بالطبع انتقل ذلك الخوف إلي الأراضي الجديدة ، أمريكا وكانت إحدي النتائج المريعة لذلك الخوف هو ما حدث هناك في ....
------------------------------------
قرية سايلم ،

ولاية ماساتشوستس ، الولايات المتحدة ،العام 1692...

بدأ الموضوع بإصابة طفلتين إحداهما في التاسعة وكانت ابنة قس القرية صامويل باريس والاخري ابنة أخته ، بأعراض غريبة من تشنجات وحركات عنيفة ،وخروج أصوات غريبة بلغات غير مفهومة من حنجرتهما .

جاء الطبيب ليفشل في تحديد ما أصاب الفتاتين ، فقام القس باحتجازهما في المنزل لمدة أسبوعين ولكن ما حدث بعد ذلك كان غريباً.

فقد تكرر حدوث الأمر مع فتاتين أخريين،ولكن لم تقف الأعراض مثل سابقتها و بدأت الفتيات الأربع تشتكين من رؤية كائن غريب الشكل ، يهددهن ويعذبهم وبدأت آنذاك تظهر علامات غريبة على أجسادهن بالفعل ، مثل خدوش وكدمات وعلامات مثل العض بالأسنان ، وفشل طبيب القرية في إيجاد أي سبب طبي واحد يمكنه أن يحدث تلك الأعراض.

قام القس بدعوة أهالي القرية لإجتماع مغلق لمناقشة الطارئ الغريب ،وعرض الأمر علي الأهالي الذين كانوا بدأوا يخافوا علي أطفالهم بعد انتشار الخبر ،

كان من ضمن الحضور الفتيات الأربع وفجأة وأثناء الاجتماع دخلت الفتيات في حالة هستيرية من التشنجات في وقت واحد و الالتواء أرضًا بشكل غريب .

قام قاضي القرية بسؤال الفتيات عن أي شخصية تسببت في ذلك وبالفعل أشار الفتيات الي ثلاث سيدات..

هنا بالفعل ذكرت الفتيات ثلاثة أسماء وهن ، سارا جوود ، و سارا أوزبورن ، وتيتشبا ، وأنكرت السيدتان جوود وأوزبورن أن لهما صلة بالأمر من الأساس ، في حين اعترفت تيتشبا بأنها بالفعل من تسببت فيما حدث للأطفال ،
وكان ما قالته تيتشبا أن الشيطان هو من طلب منها أن تفعل ذلك (ثمة رواية تذكر أن الفتيات اتهمن تلك الأخيرة وكانت خادمة هندية ، وكان الهنود يعاملون بعنصرية، فقام القس ومن معها بتعذيبها حتي اعترفت بقصة الشيطان تلك )

وجاء هذا الإعتراف ليطلق أسوأ موجة من المحاكمات والاعدامات في تاريخ الولايات المتحدة وذلك من أجل التخلص من السحرة والتي اشتهرت فيما بعد بمحاكمات سحرة سايلم ،

واعترفت تيتشبا بأنها ترى مخلوقات غريبة الشكل ، وتسمع أصواتًا بلغات غير مفهومة وطلبت أن يخلصونها من الشيطان...

وقبل أن تتم محاكمتها أصيب فجأة تيتشبا بالعمى ، وقبل حدوث ذلك اعترفت تيتشبا بأنها ليست وحدها في القرية وأن هناك أخريات .

انتشرت الهستيريا والخوف والزعر في القرية كالنار في الهشيم ومعها انتشرت الريبة في أي سيدة مختلفة قليلا في مظهرها أو لديها أعشاب طبية أو أي شيء مريب .

وكانت المحاكمات تتم علانية ويحضرها كافة أبناء القرية ، ثم تأتي مرحلة أخذ الاعتراف من الساحرات وكان ذلك يتم بطريقة التعذيب ، والتي تمثلت في الحرق ، ونزع الجلد ، ونزع الأظافر ، ووضعهم في أقفاص على جمرات ملتهبة ، والربط علانية أمام السكان حتى يتم رجمهم وغيرها من الوسائل البشعة.

وكانت عمليات الإعدام تتم أما بالحرق أو بالشنق وكان من ضمن من حرقوا كاهن اتهم بأنه من علم السحر للساحرات وكذلك طفلة تبلغ السابعة اتهمت بالإتصال بالشيطان لمجرد أن حالة من التشنج أصابتها أثناء مشاهدة تنفيذ حكم اعدام .

في النهاية وخلال عام تم إعدام عشرين شخصاً ومات أربعة عشر تحت التعذيب..

وأصبحت القرية مكانا لا يطاق ،في النهاية ثار أهالي المعدومين والمتهمين الآخرين ضد ما يحدث وهرب عدد كبير من الأهالي من القرية ثم أصيبت القرية بحريق مفاجئ انتشر فيها كلها ، في النهاية أصبحت مدينة أشباح خالية من السكان .

​

ولم يعرف أبدا ما الذي أصاب أطفالها رغم بروز عدة نظريات لتفسير الأمر ، وهل بالفعل كان هناك سحرة يمارسون طقوسا من السحر الأسود لخدمة الشيطان أم أن الأمر كله خرافة؟!!

-في العام 1992 أقامت حكومة الولايات المتحدة نصبا تذكاريا لضحايا القرية وفتحتها أمام الجمهور للزيارة .
تحياتى..

أحمدعبدالرحيم.