e-Dewan.com

💢 حصري بحث عن الإعجاز في القرآن الكريم

العنوان:
💢 حصري بحث عن الإعجاز في القرآن الكريم

تم تثبيت هذا الموضوع تثبيت دائم.
الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل



المقدمة​

عنوان البحث : الإعجاز في القرآن الكريم

موضوع البحث : الإعجاز اللغوي والعلمي في القرآن الكريم

أهمية البحث : التعرف أكثر على الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم الذي

تحدى الله فيه العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة أن يأتو

ولو بآية مثله ولم يستطيعوا وهذا إن دلّ فإنما يدل على انه

منزل من عند خالق عظيم يعلم خائنة الأعين وما تخفي

الصدور ، كما أنه تناول على الكثير من مناحي الإعجاز

الأخرى التي لا يستطيع تلخيصها بحث مثل الإعجاز العلمي

أيضاً وهذان هما المبحثان اللذان سنتناولهما في هذا البحث.

تقسيم البحث : يقسم هذا البحث إلى مقدمة والتي نخطّها الأن وإلى مبحثين

المبحث الأول بعنوان الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم

والمبحث الثاني بعنوان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

ومن ثم الخاتمة التي يكون بها أهم ما توصل إليه البحث

وأخيراً قائمة ببعض المصادر والمراجع التي استنبطنا منها

البحث .

مصادر البحث : قام البحث على عدة مصادر أهمها موقع طريق الإسلام



المبحث الأول

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم​

الحمد لله ولصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وبعد ، كان زعماء الكفار يدركون أثر القرآن في النفوس ، ويخافون إيمان الناس به إذا استمعوا له ، وفتحوا قلوبهم لأنواره ولهذا كانوا يوصون أتباعهم بعدم الاستماع له وعدم الجلوس مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويوصون القادمين إلى مكة في موسم الحج بعدم السماع من الرسول صلى الله عليه وسلم ويخوفونهم منه ويزعمون لهم أنه ساحر يفرق بين المرء وزوجه ، ولم يكن في داك الزمن اكتشافات علمية تصدق ما يدعيه النبي صلى الله عليه وسلم وهدا ماب عن وعي كثير من المسلمين وهجر عنه الباحثون عن الإعجاز القرآني حتى ظن بعض الطاعنين في القران الكريم ان لفظ الإعجاز ولفظ العلم متلازمان وان الإعجاز الدي تحدى به الله المخلوق هو ما يصدقه العلم وهنا كانت الكارثة والتي سنحاول أن نعالجها ان شاء الله تعالى في هذا البحث ، يجب علينا أولاً معرفة ما يعنيه لفظ الإعجاز في اللغة العربية ومعنى الإعجاز القرآني فالإعجاز في اللغة هو : مأخوذ من (عجز) يقال: عجز عن الأمر، وأعجزت فلانا ألقيته عاجزا، وأعجزه الشيء فاته، والإعجاز الفوت والسبق وجاء في القرآن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ}. أي: ظانين أنهم يعجزوننا، {وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ}. أي: بقادرين على معاندة أمر الله ، وقال الزمخشري: أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه، والمعجزة أمر خارق للعادة مقترن بالتحدي، وقال القاضي عبد الجبار بأنه يتعذر على المتقدمين في الفصاحة فعل مثله في القدر الذي اختص به .





أما معنى الإعجاز القرآني يعني قدرة القرآن على أن يكون في أعلى درجات التميز والتفوق في الفصاحة والبيان والأحكام بحيث يعجز البشر عن الإتيان بمثله، وقد تحدى العرب به، لأنهم كانوا يعتزون بفصاحتهم وبيانهم، فتحداهم أن يأتوا بمثل القرآن، فإن عجزوا عن ذلك فلا مناص من تسليمهم بأنه كتاب الله المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}.

ولعل سائل يقول لماذا أتينا بالإعجاز البلاغي في القرآن الكريم أولاً ووضعنا عليه موضوع بحثنا؟ لأن الإعجاز اللغوي للقرآن هو الإعجاز الرئيسي للقرآن وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت الميزة الرئيسية لأهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان. فجاء القرآن يتحدى العرب ـ وهم في هذه القمة من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله .

وبالنسبة إلى أقسام الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم فهي عديدة منها الإعجاز البياني ، والبيان هو الإفصاح والإبلاغ عن معنى عميق دون استطراد وتوسّع أو إطناب ، والإعجاز البياني في القرآن الكريم هو الدّقّة في اختيار كلمات القرآن وترتيبها بصورٍ بديعة ، وببلاغة متناهية ، وهو تأدية المعنى المطلوب بأبلغ الطرق ، التي يعجز البشر عن الإتيان بمثلها، وهذه الصور تُظهر بلاغة الكلام وفصاحته، دون غموض وإبهام ، بل بشكل واضح للناس، حيث يفهمها القارئ، ويتدبر أحكامها، فهو واضح ، معجزٌ في وقت واحد ؛ لأنّه كتاب الله -سبحانه وتعالى- الذي تحدّى به العرب، أصحاب البلاغة والبيان .



إنَّ من بلاغة هذا القرآن العظيم وإعجازه الخالد أن كل كلمة فيه وكل حرف وضع في موضعه المناسب من السياق، ليعبر عن معنى أو معان لا يطَّلع عليها إلا من له اطلاع واسع على لغة العرب، أو من رزقه الله -تعالى- تدبُّـرَ كتابه، ونوَّر قلبه، وألهمه دقيقَ المعاني، فكلُّ جملة أو كلمة أو حرف في كتاب الله -تعالى- وضع في موضعٍ يناسبه مناسبةً عجيبة ،ومن أمثلة الإعجاز البياني الذي ينحدر من الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم ما يلي :

في بداية سورة الحديد وحدها جاء قول الله تعالى: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" ، وفي غيرها من المسبحات جاء قوله تعالى: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" ؛ وذلك لأنّ سورة الحديد تضمنت الاستدلال على عظمة الله تعالى وصفاته وانفراده بخلق السماوات والأرض فكان دليل ذلك هو مجموع ما احتوت عليه السماوات والأرض من أصناف الموجودات فجمع ذلك كله في اسم واحد هو "ما" الموصولة التي صلتها قوله تعالى: "في السماوات والأرض". أما سورة الحشر أو الصف، أو الجمعة، أو التغابن فقد سِيقتْ لنعمة الله -تعالى- ومنَّتهِ على المسلمين، في حوادث أرضية مختلفة؛ فناسب أن يذكر أهل الأرض باسم موصول خاصٍّ بهم وهو "ما" الموصولة الثانية التي صلتها "في الأرض"، وجيء بفعل التسبيح في فواتح سور الحديد والحشر والصف بصيغة الماضي للدلالة على أن التسبيح قد استقر في قديم الزمان، وجيء به في سورة الجمعة والتغابن بصيغة المضارع للدلالة على تجدده ودوامه، فاكتمل المعنى بهذا الإعجاز البياني في فواتح هذه السور، وإنّما هذا يدلّ على عظمة الله سبحانه، وعظمة كتابه الخالد، وعظمة هذا الدين. قال الدكتور فاضل السامرائي في كتابه "لمسات بيانية": هناك قاعدة في القرآن الكريم، سواء في أهل الجنّة أم في أهل النَّار، إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام الإحسان في الثواب، أو الشدة في العقاب يذكر كلمة (أبدًا)، وإذا كان في مقام الإيجاز لا يذكرها، والمثال على هذا ما ورد في كتابه العزيز: "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا" [وهذه الآية فيها تفصيل للجزاء فذكر فيها (أبدًا)، أما في قوله تعالى: "تلك حدودُ الله ومنْ يُطعِ الله ورسولَهُ يدخلْهُ جناتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها وذلكَ الفوزُ العظيم" ، أما هذه الآية فليس فيها تفصيل، فلم يذكر (أبدًا)، فالتفصيل زيادة في الجزاء، ويتسع في قوله (أبدًا) فيُضيف إكرامًا إلى ما هم فيه من إكرام، وكذلك في العذاب، وقد وردت في القرآن الكريم جملة: "خالدين فيها أبدًا" في أهل الجنة، 8 مرات، ووردت في أهل النار 3 مرات، وهذا من رحمة الله -سبحانه وتعالى-، لأنّ رحمته سبقت كل شيء عزَّ وجلَّ.


المبحث الثاني

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم​

بعد أن تناولنا المبحث الأول وهو الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم جاء الأن دور البحث الثاني الذي يتناول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ونبدأ أولاً بتعريف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وهو : هو ما ذُكر في القرآن الكريم أو السنّة النبويّة الشّريفة، ثمّ أثبتها العلم بعد عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ذلك أنّ القدرات البشريّة حينها لم تُمكّن أصحابها من إثباتها، وقد أظهرت هذه الإثباتات صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعرّفه الدّكتور زغلول النّجار فقال: هو ورود مجموعة من الحقائق العلميّة في القرآن الكريم قبل ورودها من قِبل العلم، ثمّ جاء العلم بعد ذلك فأقرّ بها.

وقبل أن نشرَع في ذكر الأمثلة الكثيرة للإعجاز العلمي في القرآن الكريم وجب علينا التنبيه أولاً لبعض الضوابط التي وضعها علماء المسلمين للباحثين في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم حتى لا يكون القرآن الكريم كَلَئاً مباحاً يبحث فيه المكتمل والقادر على البحث والناقص الذي لم يستوفي الشروط المطلوبة لقبول بحثه ، وهي كثيرة لا نستطيع حصرها في هذا البحث ولكن هاكَ بعضاً منها :

1- وجوب الرّجوع إلى المصادر الموثوقة في تفسير القرآن الكريم، والبحث والنّظر فيها بتأنّي، والإلمام بالعلوم المتّصلة بالقرآن الكريم إلماماً شاملاً، فإن تعذّر ذلك ينبغي الرّجوع إلى أهل العلم واستفسارهم عمّا أُشكل، وكلّ ذلك في سبيل تجنّب الوقوع في الخطأ في تفسير كلام الله –تعالى.

2- العلم بتاريخ الظاهرة العلميّة التي يبحث عنها، ومصطلحاتها وما يتعلّق بها

3- التّوازن في التّأويل في الإعجاز العلميّ الوارد في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة، وفي دلائل نبوّة سيّدنا محمد -عليه السّلام-، والابتعاد عن التّأويل قدر المستطاع، وتجنّب التّفريط في تفسير الآيات تفسيراً علميّاً وربطها بالظواهر العلميّة؛ لئلا يَخرج القرآن الكريم عن غايته الأساسية؛ وهو أنّه كتاب هداية.

4- معرفة أنَّ الله -عزّ وجل- وحده الكامل، والعالم بكلّ بخلقه وكونه، وبذلك أخبر القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة، وأمّا علم الإنسان قاصرٌ يعتريه النّقص بطبعه مهما وصل به العلم، وقد جاءت نصوص الوحي مكملةً لبعضها البعض، وصحيحة توضّح إعجاز الله -تعالى- في خلقه للكون وقدرته فيه، بالرغم أنّها نزلت متفرّقةً إلّا أنّها لا تتعارض مع الحقائق العلميّة التي يتوصّل إليها البشر بشكلٍ صحيح.

5- مراعاة معاني اللّغة العربيّة، والالتزام بها منذ نزول الوحي واستخدامها وفقاً لذلك، ومراعاة القواعد النحويّة والبلاغيّة، والحرص على التقيّد بالمعنى الحقيقيّ، وعدم الخروج عنه إلا بوجود قرينةٍ كافية ، والعلم أنّ اللّغة تحتمل أكثر من وجه، والقرآن الكريم بطبعه مرن يقبل هذه الوجوه جميعاً، فينبغي عرض الكلمة على جميع معانيها، ومطابقة المناسب منها وإن تعدّد.

6- حقائق القرآن ثابتة لا يُدلى فيها برأي، فما وافقها أُخذ به، وما عارضها لم يُؤخذ به، ذلك أنّ القرآن الكريم وحيٌ من الله -تعالى- لا شكّ ولا غلط فيه، ولا يُفسّر القرآن الكريم إلّا بالثابت من العلم، ويُتجنّب تفسيره بما هو قيد النّظر والبحث .

وبعد أن ذكرنا " بعضاً " من الضوابط التي يجب أن يتحلى بها الباحث في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، فإن هناك العديد من الأمثلة على الإعجاز العلميّ التي وردت في القرآن الكريم وقد أثبتها العلم لاحقاً، نذكر بعضها فيما يأتي :

الفرق بين ضياء الشّمس ونور القمر، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَالقَمَرَ نورًا).

أشكال الجبال الظّاهرة على الأرض والباطنة داخلها، قال -تعالى-: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا* وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)، فإنّ بُنية الجبال تحت الأرض يُضاعف حجمها خارج الأرض أكثر من خمسة عشر ضعفاً، وهو ما وصفه القرآن الكريم بقوله: (أَوْتَادًا)، حيث إنّ الجبال تقوم بتثبيت الأرض تحت الغلاف الصخريّ، مثلها مثل الوتد الذي يمتد من باطن الأرض إلى خارجها، ويكون الجزء الأكبر منه في الدّاخل.

مراحل خلق الجنين في بطن أمّه، حيث قال الله -تعالى-: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).

ظُلمة المحيطات والأمواج الداخليّة في المياه، قال -تعالى-: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)، وهو ما أثبته الغوّاصون الذين غاصوا إلى أعماق البحار باستخدام الآلات، فوجدوا هذه الظُّلمات التي تحدّثت عنها الآيات الكريمة.



قدرة الله -تعالى- في خلق البعوض، وهو نوع من أنواع الذُّباب، ويُسمّى أيضاً البقّ أو النّاموس، وقد ذُكر في قوله -تعالى-: (بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).

قول الله -تعالى-: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ* وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ* أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ* بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ)، فقد أقسم الله -تعالى- بيوم القيامة، ثمّ أقسم بالنّفس اللّوامة، وبعد ذلك أظهر قدرته على إحياء الموتى وبعثهم، فالذي خلق أطراف الأصابع وسوّاها بعظامها الدّقيقة، والأظافر، والأعصاب الحسّاسة، مع اختلافها بين كل إنسان وآخر؛ قادر على إحياء الموتى، وبعثهم من أجل محاسبتهم على أعمالهم.

قدرة الله -تعالى- على خلق الطّيور بما يتناسب مع طيرانها، فخُلقت عظامها خفيفة ورقيقة، وفي الوقت ذاته متينة تُمكّنها من الطّيران ومجابهة الهواء في الجو، وخلق الله رؤوسها صغيرة خالية من الأسنان التي تزيد في وزنها فتُعيق حركتها، إضافة إلى جمجمتها الخفيفة صغيرة الحجم، قال -تعالى-: (أَلَم يَرَوا إِلَى الطَّيرِ مُسَخَّراتٍ في جَوِّ السَّماءِ ما يُمسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّـهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ).

والذي ترتب على هذه الأمثلة الكثيرة التي وردت في القرآن الكريم تدل على إعجازه العلمي فيجب علينا أن نذكر بعض الفوائد التي بُنيت عليها هذه المعجزات العلمية وهي كثيرة أيضاً منها :

إثبات التّوافق بين الحقائق التي يعرضها القرآن الكريم والحقائق التي يُثبتها العلم، وإظهار نوع جديد من أنواع إعجاز القرآن الكريم.

تأليف قلوب غير المسلمين للإسلام، بإظهار الوجوه العلميّة في القرآن الكريم، وإثبات الحجّة عليهم.

زيادة الإيمان بالله -تعالى- واليقين به بعد التّعرف على ما يظهره القرآن الكريم، ويكشفه من أسرار خلق الله -تعالى- في الكون.

حثّ المسلمين على التّفكر، وفتح مدارك العلم والمعرفة لهم، ودعوتهم إلى البحث فيها، وقبول كل جديد من العلوم، قال -تعالى-: (قَد فَصَّلنَا الآياتِ لِقَومٍ يَفقَهونَ).

إثبات أنّ الدّين الإسلاميّ هو دين العلم، فقد حثّ الإسلام على العلم وأمر به، وبيّن فضله وفضل العلماء، وقد ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الحقائق العلميّة التي ما زال العلم يُوافقها، ولم يعارضها أحدٌ من الخلق.

إظهار معجزة القرآن الكريم الباقية الخالدة إلى يوم القيامة، واستمرار ظهور المعجزات العلميّة منه، قال -تعالى-: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ).


الخاتمة​

إن مناحي الإعجاز في القرآن الكريم لا تُعَدُّ ولا تحصى لا نستطيع حصرها في بحث أو اثنين ، ولقد أخذنا من نهر الإعجازات الموجودة في القرآن الكريم غَرْفَةً متمثلةً في مبحثين هما الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، وقد تناولنا تعريف كلاً من الإعجاز اللغوي في القرآن وفي اللغة وكذالك الإعجاز العلمي أيضاً ، وبينّا أن من أقسام الإعجاز اللغوي الإعجاز البياني وذكرنا له الكثير من الأمثلة وأن الإعجاز اللغوي هو أساس علم الإعجاز في القرآن الكريم لأنه نزل في حقبة من الزمن كان العرب فيها على قدر عالي من الفصاحة والبلاغة وتحدّاهم الله تعالى بأن يأتوا ولو بآية من مثله ولم يستطيعوا وهو ما يثبت أنه منزل من عند الله تعالى وليس مُختلق من قبل سيدنا محمد صلى الله علي وسلم لأنه واحد منهم وهو ليس بساحر أو مجنون كما زعموا عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، أما في المبحث الثاني فقد تناولنا بعضاً من مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وذكرنا بعض الأمثلة له والضوابط التي يجب أن يتحلى كل باحث في مجال الإعجاز العملي في القرآن الكريم ، وختمنا بالفوائد التي تعود علينا نحن المسلمين خاصةَ والناس أجمع بمعرفتها ، وبما أنّ القرآن الكريم قد تحدّى العرب قديماً وهم أئمة الفصاحة وعلماء البلاغة فإنه قد كشف قبل 1400 سنة عن الكثير من الإكتشافات العلمية التي قد توصلنا إليها حديثاً وهذا إن دلّ فإنما يدل على أنه كتابٌ لا ريب فيه صالحٌ لكل زمان ومكان.

وفي النهاية إن كنت قد أصبت فمن الله وإن كانت الأخرى فمني وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

هذا البحث من إعدادي الخاص مع الإستعانة ببعض المصادر العربية الموثوقة أتمنى لكم الإفادة جميعاً
 
Ahmed Kassem

Ahmed Kassem

عضو مٌميز

عـضـو
  • ✒ ناشر الموضوع ✒ ناشر الموضوع
تعليق
أعلى