💢 حصري معلقةُ الحريّة

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل


إنّها قصّةٌ أغربُ من الخيال، خطّةٌ ممنهجةٌ في عقولِ ستّة أسرى محاصرين بجدرانِ سجن الاحتلالِ بلا ذنبٍ اقترفوه ، منهمُ الموقوفُ دون حكم لسنواتٍ مضت، ومنهم من حُكم عليها طوال حياته ليبقى بينَ يديّ الاحتلال ... تدورُ قصّتنا اليوم عن معلقة ، ولكن حذارِ أن تظنّها أيّة معلقة .. إنها أمارةُ العزم والأصرار ، الشّوقِ والحنين إلى لفحةٍ من هواء فلسطين العذب .. إنّها معلقةُ الهروب .


6 أسرى فلسطينيين أطاحوا بمجدِ الاحتلال -المكذوب- أمام الدّول الإنقليزيّة ، جعلوا من هذا اللاكيانِ سُخرية تتصدّرُ عناوين الجرائد وأغلفة الكتب .. حملوا سلاحهم وحفروا حفرةً دقيقةً تقودهم إلى الهروبِ من المنفى الّذي أطاحوه بهم .. إنَّ هؤلاء الأسرى هُم : "زكريا الزبيدي ،مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قادري، وأيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله العارضة " .
هؤلاء هم القدوةُ الّذين نستلهمُ منهم الأملَ والبُشرى .. يلبثُ الجنينُ في بطنِ والدته 9 شهورٍ حتّى يخرُج ليتغنّى بهذه الحياة ، وهم أنضجوا طريقهم وشقّوه ليلَ نهار في تسعةِ أشهُرٍ بلا كلل ولا ملل ، كانَ حلمهم يكبُرُ أمامهم وولادتهم تقتربُ رويدًا رويدًا مع كلِّ صخرةٍ يكسرونها وحَفرٍ يُهلِكُ أجسادهم المتطلّعةَ إلى الحريّةِ ، فكأنّهم يومَ شرعوا بالحفر لانت لهم الصّخورُ كما لانت لنبيّ الله والصّحابة يوم حفر خندقِ المدينة .

لم تَطُل فرحةُ أربعةٍ منهم ، فقد وجدهم الاحتلالُ بعد يوميْن ، ولكنَّ القوَّةَ لم تكُن تكمنُ في إيجادهم ، إنّما القوّةُ هي الهروبُ من سجنٍ شديدِ الحراسة كسجن "جلبوع" -جعله الله جنّةً على كلِّ أسيرٍ وقبّحهُ الله على كلِّ محتلٍّ أثيم - . قالَ أحدُ الأسرى بعد الإمساكِ به ، " تذوّقتُ صبرَ البلاد بعد 22 عامًا من اعتقالي " ، والصّبر هي فاكهة تكثُر في بلاد الشّام طلعُها شوكيٌّ .


وهؤلاء هم الأسرى الّذين تمَّ القبضُ عليهم ، حفظَهم الله من التّعذيب الّذي لاقوهُ وما سيلاقوهُ ، وحفظَ الله الأسيريْن وأعمى عيونَ الاحتلالِ عنهما ، معلقةُ الحريّة جاءت لتعلّمنا أنّنا في حين نُعرضُ عن الطّعام فارّينَ إيّاها مُلقينها ؛ يجدُها الآخرونَ كنزًا عظيمًا يشقّون به طريقًا تحت الأرض ليشتمّوا بعده به ما يخفّف وطأةَ ما لاقوه بين رطوبة الجدرانِ الأربعة المُحيطة بهم ....تذكَّر صديقي ، قصيدة أبو قاسم الشّابي حينما قال :

إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ​
فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ​
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي​
وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر​
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ​
تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر​
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ​
مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر​
 

Hema2000

عضو مٌميز

عـضـو
أفلام و مسلسلات
النشاط: 100%
يارب فرجك علي كل اسير ومظلوب
شكرا لكياخت رنيم علي مشاركتنا هذه الحكاية
يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى
 
تعليق
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…