e-Dewan.com

أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُصن

العنوان:
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُصن

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص​

نٍ نَضيرٍ في رَوضةٍ غنّاءِ​

وَرأى قطعةً بفيهِ منَ الجُب​

نةِ تُزرى بالفِضَّة البيضاء​

خير ما تَنتَقي وَأطيبُ ما تَخ​

طفُ من مأكلٍ لصوصُ الهواءِ​

فاشتَهاها وَقال إن لم تكُن لي​

أنكَرَتني ثعالبُ الغَبراء​

إرفَعيني يا قوَّةَ المَكرِ إن لم​

تُنزِلي الجُبنةَ التي في السماءِ​

ثمَّ أَنشا يُثنى وَينصبُ أشرا​

كاً وَشرُّ الأَشراكِ بعضُ الثَناءِ​

قائِلاً يا أميرُ عم كلَّ صُبحٍ​

صائِحاً صادِحاً وكلَّ مساءِ​

هاتِ زِدنا علماً بقدرِكَ يا مَو​

لايَ من أنتَ من بَني العَنقاءِ​

أغُرابٌ تَباركَ اللَهُ​

آمنّا بفَضلِ الغِربانِ أهلِ العلاءِ​

ألقِ درساً على البَلابِل غلما​

نكَ في الفَنِّ يا أَبا الفُضلاءِ​

وَتَرَنَّم بِمَن أَفاضَ على حَل​

قكَ ما لم يُفِض على الوَرقاءِ​

كَلماتٌ أَصغى الغَبيُّ إِلَيها​

فَاِعتَراهُ مسٌّ منَ الخُيلاءِ​

وَتغنّى فلَم يُحِسَّ بما أَل​

قاهُ في فَخِّ أشعَرِ الشُعَراءِ​

بَل رَأى الجُبنَةَ الشَهِيَّةَ تَهوى​

فَبَكاها وَلاتَ حينَ بُكاءِ​

وَتَلَقّى اللصُّ الغَنيمةَ وَاِستَأ​

ذَنَ في الحالِ زاهداً في الغِناءِ​

قائِلاً طبتَ يامُغَنّى النَدامى​

غَنِّ غيري قد حانَ وَقتُ غدائي​

أَيُّها الثَعلَبُ ارتَحِل لا هَنِيئاً​

لا مَريئاً أَلأمَ اللُؤماءِ​

أَيُّها الطائرُ الغَبِيُّ تَعلَّم​

ذا جزاءُ الأَغرارِ وَالجُهلاءِ​

لم تَزِد يا أَبا الحُصَينِ على أَو​

لادِ حَوّاءِ في ضُروبِ الدهاءِ​

إنَ مِنّا من يَنصِبُ البَيتَ فَخّاً​

لاِقتناصِ القَصرِ الرَفيعِ البِناءِ​

فَإِذا مَدَّ لِلسّماءِ يميناً​

سلَّ منها كواكبَ الجَوزاء​

بَعضُنا لا يزالُ في إِثرِ بعضٍ​

ناهِباً سالِباً بلا استِحياء​

فَتعوَّذ من هؤلاءِ وحاذِر​

لا تكُن إن عُدِدتَ من هؤلاء​


إسماعيل صبري​

 
أعلى