في أمسية الخامس من أكتوبر عام 2018 إنتهى طاقم عمل البرنامج الوثائقي " حمى الذهب " التابع لقناة ديسكوفري من تصوير أولى الحلقات بقيادة المضيف دايف تورين الذي كان يعمل مع شركة إنتاج بريطانية في غابات ولاية آيداهو بالو.م.أ على محاولة إكتشاف منجم ذهب قديم ، طاقم العمل كان مكونا من ثلاث عشرة شخصا يتوزعون بين مصورين و مستشارين و منتج رئيسي إضافة إلى منتج مساعد يدعى تيرينس وودز ، كان تيرينس شابا منطويا خجولا لطيفا و جديدا وسط الطاقم إذ كان قد بدأ العمل منذ فترة وجيزة و لم يتأقلم بشكل مثالي مع زملاءه ، بعد العشاء تبادل تيرينس أطراف الحديث لبضع دقائق مع إمرأة محلية كانت تعمل معهم كدليل قبل أن يستأذن لدخول الحمام ، كان الظلام قد حل ضيفا ثقيلا فإستعان وودز بمصباح هاتفه لضيئ طريقه عبر الأحراش وصولا لذلك المرحاض المتنقل الذي وقف بمحاذاة هضبة حادة لفها الظلام من كل صوب ، دخل تيرينس و أغلق الباب خلفه لكنه أطال البقاء في الداخل باعثا بذلك شيئا من الخوف في قلب زميله سيمون جي الذي تحرك للإطمئنان عليه فلاحظ وسط سيره جهاز الإتصال اللاسلكي الخاص بوودز مرميا على الأرض ، بحذر قرفص ليلتقطه لكنه أجفل حالما وضع يده على الجهاز بصرير باب دورة المياه فرفع رأسه ليلمح وسط الظلال الداكنة خيال تيرينس و هو يركض بإتجاه الهضبة كغزال يهرب من سبع جائع فصرخ بفزع :
- تيرينس ... ما الذي تفعله ؟ .
بسرعة إنطلق خلفه لكنه صعق حالما وقف على الحافة بإختفاء صديقه وسط الظلام فنادى على زميلين له و هرع الثلاثة نازلين الهضبة لكن الأغصان التي إنتشرت على طول مساحتها كانت حادة بشكل كبير فأوقفت مطاردتهم مبكرا مخلفة جروحا خطيرة على أجسادهم ، صرخ الطاقم بيأس لعدة دقائق لعل تيرينس يجيب أو يرسل أي إشارة لكنه إختفى تماما دون أي أثر و قد ترك خلفه جميع حاجياته .
غلاف برنامج حمى الذهب
تم إبلاغ شريف مقاطعة آيداهو مباشرة بعد هروب تيرينس لكن البحث لم يبدأ حتى يوم غد بسبب الوقت المتأخر للبلاغ ، تم تشكيل فرق بحث مزودة بكلاب مدربة و عربات للطرق الوعرة بالإضافة لحوامات مزودة بمناظير للرؤية الحرارية و لمدة ستة أيام تواصل البحث دون توقف لكن في اليوم السابع و بحكم التكلفة العالية للمعدات و التي كانت سترهق خزينة الولاية تم إيقاف العملية و إعتبار تيرينس مفقودا ، تم تعميم صورته في أرجاء الولاية و كذا التواصل مع والديه ، تيرينس وودز الأب و فاليري وودز التي قالت بعد الإتصال بها أن إبنها كان يعاني من العديد من المشاكل النفسية ، الأمر الذي أكده بعض من زملاءه حيث قال أحدهم عقب التحقيق أن تيرينس عانى من إنهيار عصبي صبيحة إختفاءه لكنهم لم يؤكدوا الأمر للصحافة حين تم سؤالهم عن ذلك ، الأمر الذي جعل العديد من المتابعين للقضية يعتقدون أن شركة الإنتاج البريطانية قد ضغطت عليهم ليلتزموا الصمت و لربما كانت بطريقة أو بأخرى تضغط على جميع عمالها على غرار تيرينس الذي لم يستطع التحمل و قرر الهروب ، هذا الإعتقاد صعب التصديق لحد ما كان قد إنطلق أولا من فم فاليري وودز شخصيا حيث صرحت للصحافة قائلة أن إبنها تيرينس قد عانى من العنصرية كونه الرجل الأسود الوحيد في الطاقم لكن شركة الإنتاج أنكرت تصريحاتها تلك قائلة أن كل العمال لديها يعاملون بنفس الطريقة ، تصريحات عائلة تيرينس العشوائية لم تتوقف حيث قال والده في مقابلة أخرى أن إبنه كان يعامل بطريقة سيئة كونه الرجل الجديد في الطاقم و مرة أخرى خرجت شركة الإنتاج بتصريح تنفي فيه كل ما قيل بل و أكدت أن تيرينس كان من أحسن الموظفين في الشركة و أنه تلقى معاملة طيبة من الجميع ! .
جزء من غابات ولاية آيداهو الشاسعة
بعيدا عن تصريحات العائلة و التي كانت تنبع من منبع يأس لا يوجد الكثير ليقال حقا حول إختفاء تيرينس و بتلك الطريقة تحديدا ، فإذا إفترضنا مثلا أنه كان حقا يتلقى معاملة سيئة من الشركة فإستقالته كانت لتكون حلا أفضل ، و إذا ما تحدثنا عن حالته النفسية فهل كانت سيئة حقا لدرجة تجعله ينهار بتلك الطريقة ؟ ثم حتى و إن إفترضنا أنه حقا تحطم تماما و قرر الفرار بذلك الشكل الدراماتيكي الغريب فأين إختفى و كيف إستطاع إجتياز الهضبة و الإستمرار بالهرب بينما تأذى أصدقائه بعد الركض بضعة أمتار ، و لنقل أنه ربما توفي و هو يحاول إجتيازها فأين جثته ؟ هل أكلتها الحيونات الضارية في ليلة ؟ الأمر يبدو مستحيلا لحد كبير . هل كان هروبه مخططا ؟ إذا مع من خطط للهروب و هو لا يملك حتى صديقا واحدا وسط تلك المجموعة ! هل كان للمرأة التي كانت تعمل كدليل دخل ؟ هل ساعدته ربما عن طريق تزويده بطريق آمن عبر الهضبة ! و لنقل أنه خطط فعلا للهرب فلماذا لم يتواصل مع عائلته ؟ .
صورة لتيرينس مع والده
طرحت قضية تيرينس أسئلة أكثر من الأجوبة و إنتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تداولها أحد رواد موقع ريديت فتعددت النظريات حولها فمنهم من سار في خط عائلة وودز و إتهم شركة الإنتاج بكونها فاسدة بل و رسم سيناريوهات حول إرتباطها بأعمال غير قانونية و منهم من رأى أن تيرينس ربما كان يعاني من ضغط من عائلته و قد عزوا نظريتهم هذه لتصريحات كل من أم تيرينس و والده و التي إعتبرت بمثابة تمويه لما كان يحدث داخل تلك العائلة الصغيرة من مشاكل ، آخرون قالوا أن تيرينس توفي وسط الغابات و لم يتم العثور على جثته بكل بساطة ، فرغم التقنيات المتطورة إلا أنه ربما قد سقط في مكان لا يمكن إيجاده بسهولة و مثل هذه الحالات عديدة و ليست بالأمر الجديد .
حتى اليوم و بعد مرور أربع سنوات لا يوجد أي جديد في قضية تيرينس ، و كل يوم تنتظر عائلته رنة ذلك الهاتف لعله يكون خبرا يخصه ، ربما تظهر الحقيقة قريبا و يتم كشف اللغز لكن لحد هذه اللحظة يبقى تيرينس مجرد ملف آخر ، قضية باردة أخرى كتب عليها بخط أسود غليظ كلمة مفقود .
- تيرينس ... ما الذي تفعله ؟ .
بسرعة إنطلق خلفه لكنه صعق حالما وقف على الحافة بإختفاء صديقه وسط الظلام فنادى على زميلين له و هرع الثلاثة نازلين الهضبة لكن الأغصان التي إنتشرت على طول مساحتها كانت حادة بشكل كبير فأوقفت مطاردتهم مبكرا مخلفة جروحا خطيرة على أجسادهم ، صرخ الطاقم بيأس لعدة دقائق لعل تيرينس يجيب أو يرسل أي إشارة لكنه إختفى تماما دون أي أثر و قد ترك خلفه جميع حاجياته .
غلاف برنامج حمى الذهب
تم إبلاغ شريف مقاطعة آيداهو مباشرة بعد هروب تيرينس لكن البحث لم يبدأ حتى يوم غد بسبب الوقت المتأخر للبلاغ ، تم تشكيل فرق بحث مزودة بكلاب مدربة و عربات للطرق الوعرة بالإضافة لحوامات مزودة بمناظير للرؤية الحرارية و لمدة ستة أيام تواصل البحث دون توقف لكن في اليوم السابع و بحكم التكلفة العالية للمعدات و التي كانت سترهق خزينة الولاية تم إيقاف العملية و إعتبار تيرينس مفقودا ، تم تعميم صورته في أرجاء الولاية و كذا التواصل مع والديه ، تيرينس وودز الأب و فاليري وودز التي قالت بعد الإتصال بها أن إبنها كان يعاني من العديد من المشاكل النفسية ، الأمر الذي أكده بعض من زملاءه حيث قال أحدهم عقب التحقيق أن تيرينس عانى من إنهيار عصبي صبيحة إختفاءه لكنهم لم يؤكدوا الأمر للصحافة حين تم سؤالهم عن ذلك ، الأمر الذي جعل العديد من المتابعين للقضية يعتقدون أن شركة الإنتاج البريطانية قد ضغطت عليهم ليلتزموا الصمت و لربما كانت بطريقة أو بأخرى تضغط على جميع عمالها على غرار تيرينس الذي لم يستطع التحمل و قرر الهروب ، هذا الإعتقاد صعب التصديق لحد ما كان قد إنطلق أولا من فم فاليري وودز شخصيا حيث صرحت للصحافة قائلة أن إبنها تيرينس قد عانى من العنصرية كونه الرجل الأسود الوحيد في الطاقم لكن شركة الإنتاج أنكرت تصريحاتها تلك قائلة أن كل العمال لديها يعاملون بنفس الطريقة ، تصريحات عائلة تيرينس العشوائية لم تتوقف حيث قال والده في مقابلة أخرى أن إبنه كان يعامل بطريقة سيئة كونه الرجل الجديد في الطاقم و مرة أخرى خرجت شركة الإنتاج بتصريح تنفي فيه كل ما قيل بل و أكدت أن تيرينس كان من أحسن الموظفين في الشركة و أنه تلقى معاملة طيبة من الجميع ! .
جزء من غابات ولاية آيداهو الشاسعة
بعيدا عن تصريحات العائلة و التي كانت تنبع من منبع يأس لا يوجد الكثير ليقال حقا حول إختفاء تيرينس و بتلك الطريقة تحديدا ، فإذا إفترضنا مثلا أنه كان حقا يتلقى معاملة سيئة من الشركة فإستقالته كانت لتكون حلا أفضل ، و إذا ما تحدثنا عن حالته النفسية فهل كانت سيئة حقا لدرجة تجعله ينهار بتلك الطريقة ؟ ثم حتى و إن إفترضنا أنه حقا تحطم تماما و قرر الفرار بذلك الشكل الدراماتيكي الغريب فأين إختفى و كيف إستطاع إجتياز الهضبة و الإستمرار بالهرب بينما تأذى أصدقائه بعد الركض بضعة أمتار ، و لنقل أنه ربما توفي و هو يحاول إجتيازها فأين جثته ؟ هل أكلتها الحيونات الضارية في ليلة ؟ الأمر يبدو مستحيلا لحد كبير . هل كان هروبه مخططا ؟ إذا مع من خطط للهروب و هو لا يملك حتى صديقا واحدا وسط تلك المجموعة ! هل كان للمرأة التي كانت تعمل كدليل دخل ؟ هل ساعدته ربما عن طريق تزويده بطريق آمن عبر الهضبة ! و لنقل أنه خطط فعلا للهرب فلماذا لم يتواصل مع عائلته ؟ .
صورة لتيرينس مع والده
طرحت قضية تيرينس أسئلة أكثر من الأجوبة و إنتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تداولها أحد رواد موقع ريديت فتعددت النظريات حولها فمنهم من سار في خط عائلة وودز و إتهم شركة الإنتاج بكونها فاسدة بل و رسم سيناريوهات حول إرتباطها بأعمال غير قانونية و منهم من رأى أن تيرينس ربما كان يعاني من ضغط من عائلته و قد عزوا نظريتهم هذه لتصريحات كل من أم تيرينس و والده و التي إعتبرت بمثابة تمويه لما كان يحدث داخل تلك العائلة الصغيرة من مشاكل ، آخرون قالوا أن تيرينس توفي وسط الغابات و لم يتم العثور على جثته بكل بساطة ، فرغم التقنيات المتطورة إلا أنه ربما قد سقط في مكان لا يمكن إيجاده بسهولة و مثل هذه الحالات عديدة و ليست بالأمر الجديد .
حتى اليوم و بعد مرور أربع سنوات لا يوجد أي جديد في قضية تيرينس ، و كل يوم تنتظر عائلته رنة ذلك الهاتف لعله يكون خبرا يخصه ، ربما تظهر الحقيقة قريبا و يتم كشف اللغز لكن لحد هذه اللحظة يبقى تيرينس مجرد ملف آخر ، قضية باردة أخرى كتب عليها بخط أسود غليظ كلمة مفقود .