e-Dewan.com

💢 حصري "مومياء" تثير مناوشات دولية و تفتح لغزا يبقى دون حل.

  • ناشر الموضوع تقي الدين
  • تاريخ البدء
  • الردود 3
  • المشاهدات 284

العنوان:
💢 حصري "مومياء" تثير مناوشات دولية و تفتح لغزا يبقى دون حل.

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

قد تتوتر العلاقات الدولية بسبب مشاكل حدودية، أو ربما إختلاف وجهات نظر دبلوماسية، و في عالم العلاقات السياسية تعد كل هذه الأسباب طبيعية وواردة الحدوث، لكن أن تتوتر العلاقات بسبب "مومياء" فهذا فيه ضرب من الغرابة، فكيف وصل الأمر بثلاث دول للدخول في نزاع مثل هذا؟ و ما الذي حدث للمومياء سارقة الأضواء؟.

البداية:
يوم التاسع عشر من أكتوبر عام 2000، إصطدمت الشرطة الباكستانية بفيديو نشر على نطاق واسع يدّعي فيه مواطن باكستاني يدعى علي أكبر أنه يملك مومياءا للبيع، بعد إستدعاءه للإستجواب أخبر علي السلطات أن المومياء مخبئة عند رئيس قبيلة يدعى والي محمد ريكي، يقطن في منطقة خاران الواقعة قرب الحدود الأفغانية.

والي محمد إدعى بدوره بعد إستجوابه من طرف الشرطة أنه حصل على المومياء من شخص إيراني يدعى شاه باخي، إذ أخبره هذا الأخير أنه قد عثر على المومياء بعد زلزال قرب منطقة كوتا و أخبر الشرطة بمكان التابوت.

سعر المومياء وصل في مزادات السوق السوداء الباكستاني لحوالي 600 مليون روبية (ما يقارب 11 مليون دولار)، و تم على إثر هذا إتهام كل من علي أكبر و والي محمد بخرق قوانين المزايدات في الدولة و تمت محاكمتهما بناءا على ذلك.

ما بعد العثور على المومياء:
في مؤتمر صحفي عقد يوم 26 أكتوبر ، أعلن عالم الآثار الباكستاني أحمد حسن داني من جامعة القائد الأعظم في إسلام أباد أن المومياء تبدو وكأنها أميرة يعود تاريخها إلى حوالي 600 قبل الميلاد. كانت المومياء ملفوفة على الطراز المصري القديم، ووضعت في تابوت خشبي مذهّب مع نقوش مسمارية داخل تابوت حجري. كان التابوت منحوتًا بصورة فارافاهار* كبيرة. كانت المومياء مبسوطة فوق طبقة من الشمع والعسل، مغطاة بقطعة حجرية وعلى جبينها تاج ذهبي.

تكهن حسن داني بأنها ربما كانت أميرة مصرية متزوجة من أمير فارسي، أو ابنة الملك الأخميني كورش الكبير. و نظرًا لأن التحنيط كان في الأساس ممارسة مصرية، فلم يصادف علماء الآثار أي مومياوات في بلاد فارس من قبل لهذا لم يكن حسن متأكدا مئة بالمئة.

أزمة دولية على حقوق الملكية:
سرعان ما بدأت حكومتا إيران وباكستان في الجدال حول ملكية المومياء. إدعت منظمة التراث الثقافي الإيراني أن المومياء تعود لعضوة في العائلة الملكية الفارسية وطالبت بإعادة المومياء لإيران. و رد المقر الرئيسي لدائرة الآثار الباكستانية أن المومياء تابع لباكستان لأنه تم العثور عليه داخل الأراضي الباكستانية. و دخلت حركة طالبان على الخط أيضا حيث أعلنت أن المومياء يعود لهم بحكم أنه عثر عليه في منطقة حدودية بين باكستان و أفغانستان.

في نوفمبر عام 2000، تم عرض المومياء في المتحف الوطني الباكستاني.

التحقيق في أصل المومياء:
دفعت الأخبار المنتشرة حول العثور على "أميرة فارسية" عالم الآثار الأمريكي أوسكار وايت موسكاريلا إلى سرد حادثة وقعت له في مارس عام 2000 عندما عُرضت عليه صور لمومياء مماثلة. وكان قد إقترب من العالم الأمريكي وسيط يدعى أمان الله ريجي كان يعمل لحساب تاجر آثار مجهول في باكستان، إدعى أمان الله أن المومياء تعود لعائلة زرادشتية*، و إدعى البائع أنها ابنة زركسيس بناءً على ترجمة لكتابة مسمارية كانت منقوشة على الصدرية التي وضعت فوق المومياء.

2001062731

مجموعة علماء يجرون إختبارا على "المومياء".

إحتوى النص المسماري المنقوش على الصدرية على مقطع من نقش بيستون الذي نقش في عهد داريوس، والد زركسيس. عندما أرسل ممثل التاجر (أمان الله) قطعة من التابوت ليتم تحليلها بالكربون، أظهر التحليل أن التابوت كان عمره حوالي 250 عامًا فقط. و على إثر هذا إشتبه أوسكار وايت بوجود تزوير و إحتيال و قطع الاتصال مع التاجر و ممثله، ثم تواصل مع الإنتربول و مكتب التحقيقات الفيدرالي.

بعد الجدل الذي أحدثه أوسكار وايت تم تكليف أمينة المتحف الوطني الباكستاني أسماء إبراهيم بدراسة المومياء و التابوت و هناك كانت المفاجأة حيث إكتشفت أسماء أن التابوت كان أقدم بكثير من الجثة، إذ لاحظت أبراهيم وجود فطريات تظهر غالبا عند بداية تحلل الجثث على وجه "المومياء"، كما إكتشفت أن عمر السجادة الموجودة أسفل الجسم كان حوالي خمس سنوات فقط.

النقوش على الصدرية لم تكن مكتوبة بالفارسية النحوية الصحيحة إذ كانت بعض العبارات خاطئة. وأظهرت فحوصات الأشعة السينية في مستشفى آغا خان أن التحنيط لم يتم وفقًا للعادات المصرية القديمة - إذ على سبيل المثال، تمت إزالة القلب مع بقية الأعضاء الداخلية، في حين أن قلب مومياء مصرية أصيلة كان ليبقى داخل الجسد-.

نشرت إبراهيم تقريرها في 17 أبريل 2001. وذكرت فيه أن "الأميرة الفارسية" كانت في الواقع إمرأة يتراوح عمرها بين 21 و 25 عامًا توفيت حوالي عام 1996 ، وربما قُتلت بأداة حادة في أسفل الظهر. / منطقة الحوض (ربما حادث مرور)، كما أكد إختبار لاحق لقياس الطيف الكتلي حالة المومياء على أنها مزيفة. كانت أسنان المرأة قد أزيلت من قبل القاتل بعد الموت، و إكتشفت إبراهيم وجود ضرر حصل في مفصل الورك والحوض والعمود الفقري قبل ملئ الجثة بمسحوق خاص أستخدم لتجفيفها على مدار عدة أشهر.

ختاما:
بدأت الشرطة في التحقيق في جريمة قتل محتملة بعد تقرير أمينة وإعتقلت عددًا من المشتبه بهم في مقاطعة بلوشستان، مكان العثور على الجثة، و تكفلت منظمة إيدهي الخيرية بإجراءات الدفن التي لم تحصل حتى عام 2008 بسبب التحقيق. و حتى اليوم لا تعرف هوية المرأة و من قتلها و كيف تحديدا، ما يجعلنا نتسائل هل هذه حادثة معزولة أم أنها إستراتيجية خاصة يتبعها تجار الأعضاء و البشر في جميع أنحاء العالم.



فارافاهار: (بالفارسية : فروهر) هو رمز الديانة الزرادشتية ويحوي صورة لزرادشت على شكل طائر وهو موجود على شكل آثار قديمة في عدة أماكن في دولة إيران، يُعد فارافاهار أحد أشهر الرموز الإيرانية، وغالبًا ما يتم ارتداؤه كقلادة بين الإيرانيين بما في ذلك الكرد والزرادشتيين.

الزرادشتية: وتعرف بالمجوسية الزرادشتية وهي إحدى أديان المجوسية ولم يبقَ غيرها، وهي ديانة إيرانية قديمة وفلسفة دينية آسيوية. كانت الدين الرسمي للإمبراطوريات الأخمينية والبارثية والساسانية. وهي واحدة من أقدم الأديان في العالم والتي لم تنقطع ممارستها.


المصادر:
 
أحْمـَدِ جَمـَآلَ

أحْمـَدِ جَمـَآلَ

✵ مٌـراقـب ✵

المٌـراقـبة
التحرير والتدقيق
الـتـطـويـر
النشاط: 100%
تعليق
تقي الدين

تقي الدين

✯مــشــرف عـام✯

الإشراف
التحرير والتدقيق
قضايا وألغاز
النشاط: 100%
  • ✒ ناشر الموضوع ✒ ناشر الموضوع
  • أعجبني
التفاعلات: Medo
تعليق
أعلى