- المشاهدات: 225
- الردود: 2
بين صفحات التاريخ ترقد قصص لحيوانات ساهمت بكل شجاعة في الحروب و حاربت حتى مع جنود الصفوف الأمامية، الحمام، الدببة و الكلاب و غيرها الكثير من الحيوانات التي سطرت أسماءها بأحرف من ذهب، لكن لكل عملة وجهان و لكل تكريم تقزيم و التقزيم هنا بالنسبة للحيوانات يتجلى في المحاكمات الغريبة التي إنتشرت في أوروبا في فترة العصور الوسطى و التي وقف على منصة الإتهام فيها حيوانات لا تعقل و لا تعي حتى ما فعلت، و في مقالنا هذا سنعرض أغرب 5 محاكمات كان المتهم فيها حيوانا!.
1-كيف تشنق خنزيرا؟.
في مزرعة شرق باريس في ربيع عام 1494 ، أصيب طفل رضيع يقطن مزرعة بقر بتشويه خطير في الوجه والرقبة من قبل "خنزير صغير"الأمر الذي إسترعى إهتمام "المرخص في القانون " جيهان ليفوازييه الذي رفع قضية ضد الخنزير و أخذ الأمر للمحكمة أين تم الحكم على "المتهم" و الذي كان محتجزا كسجين بالموت شنقا.
2- الجرذان بريئة حضرة القاضي! إنها القطط:
كان بارثيلمي دي شاسانوز محاميا ذا صيت و لاحقا سياسيا صال و جال أوروبا في عصر النهضة.
أوائل القرن السادس عشر و في بلدة أوتون الفرنسية الصغيرة دافع دي شاسانوز على عدد غير محدد من الجرذان رفعت ضدهم قضية من قبل السكان بتهمة "تخريب المحاصيل الزراعية"، بعد إستدعائه للمحاكمة إستطاع بارثيلمي بذكاء تأجيل حكم القاضي مرة تلو الأخرى حيث كان هذا الأخير يأتي بأعذار غريبة مثل كون الجرذان طاعنة في السن و تعذر حضورها لأسباب مختلفة و وصل به الأمر حتى لطلب السكان إبقاء قططهم داخل المنازل لأنها كانت تعيق وصول الجرذان إلى قاعة المحكمة. غير مستعدين لفرض "حضر تجوال على القطط" تنازل سكان البلدة عن القضية و أغلقت بشكل نهائي.
3- الديك وضع بيضة؟:
عام 1474 قامت محكمة في بازل السويسرية بالحكم على ديك بالحرق على العصى بتهمة "وضع بيضة"، تم حرق الديك حيا وسط حضور جماهيري غفير في ميدان Kohlenberg و لزيادة الإثارة، أطلق الجلاد إشاعة مفادها أنه وجد ثلاث بيضات أخرى داخل الديك المحمص!.
4- الناس ضد حيوانات الخلد:
عام 1519 إشتكى المجتمع الفلاحي في منطقة ستيلفيو بإيطاليا من وجود فساد كبير في محاصيلهم الزراعية سببه حيوانات الخلد، و لجعل الشكوى رسمية تم تقديمها أمام الجهات القضائية للحكم فيها.
تم تعيين المحامي هانز غرينبر للدفاع عن حيوانات الخلد، و سمح القاضي بعرض كل الحجج الواردة تفاديا للشكوى بعد نهاية المحاكمة، أصحاب الأراضي إشتكوا من فساد محصولهم الذي عملوا عليه طيلة عام كامل أما غرينبر فقط دافع عن "زبائنه" قائلا أنهم كانوا يساعدون في عملية قلب التربة و قتل الحشرات الضارة، و إستطاع هانز بهذه الحجة إضافة لكلمة ختامية مؤثرة و متقنة إقناع القاضي بالحكم ببراءة الخلدان بل ووصل الأمر بالقاضي إلى وعد المحامي بأن الخلدان البريئة ستنال حماية من القطط و الكلاب.
5- العين بالعين:
في فرنسا عام 1836 هاجم خنزير بري طفلا صغيرا أصابه في مناطق حيوية أدت إلى وفاته لاحقا و على إثر ذلك تم عقد محاكمة رسمية بحضور القاضي و المحامين من كلا الطرفين. كانت محاكمة محتدمة بشكل كبير لكن فريق محاماة الخنزير رغم حنكته فشل في مهمته و وجد هذا الأخير مذنبا بتهمة القتل العمدي و حكم عليه بالإعدام.
في ذلك اليوم المنشود إرتدى الخنزير ملابسا رسمية "بشرية" تطبيقا لمقولة العين بالعين و تم تشويهه في عدة مناطق في جسده بإستخدام سكين قبل قتله.
ختاما:
رغم السخف المحيط بالموضوع إلا أن هذه القصص تذكرنا بالفترة المظلمة التي دخلتها أوروبا منقادة بالجهل و التمسك القوي بأساطير لا فائدة منها سوى إلهاء الشعوب عن المشاكل الحقيقية عن طريق خلق مشاكل أخرى، دوامة نراها تتجلى مرة أخرى و في نفس القارة لكن بشكل جديد عصري حافظ بكل أناقة على السخافة بل و أوصلها للبشر.
المصادر:
1-كيف تشنق خنزيرا؟.
في مزرعة شرق باريس في ربيع عام 1494 ، أصيب طفل رضيع يقطن مزرعة بقر بتشويه خطير في الوجه والرقبة من قبل "خنزير صغير"الأمر الذي إسترعى إهتمام "المرخص في القانون " جيهان ليفوازييه الذي رفع قضية ضد الخنزير و أخذ الأمر للمحكمة أين تم الحكم على "المتهم" و الذي كان محتجزا كسجين بالموت شنقا.
2- الجرذان بريئة حضرة القاضي! إنها القطط:
كان بارثيلمي دي شاسانوز محاميا ذا صيت و لاحقا سياسيا صال و جال أوروبا في عصر النهضة.
أوائل القرن السادس عشر و في بلدة أوتون الفرنسية الصغيرة دافع دي شاسانوز على عدد غير محدد من الجرذان رفعت ضدهم قضية من قبل السكان بتهمة "تخريب المحاصيل الزراعية"، بعد إستدعائه للمحاكمة إستطاع بارثيلمي بذكاء تأجيل حكم القاضي مرة تلو الأخرى حيث كان هذا الأخير يأتي بأعذار غريبة مثل كون الجرذان طاعنة في السن و تعذر حضورها لأسباب مختلفة و وصل به الأمر حتى لطلب السكان إبقاء قططهم داخل المنازل لأنها كانت تعيق وصول الجرذان إلى قاعة المحكمة. غير مستعدين لفرض "حضر تجوال على القطط" تنازل سكان البلدة عن القضية و أغلقت بشكل نهائي.
3- الديك وضع بيضة؟:
عام 1474 قامت محكمة في بازل السويسرية بالحكم على ديك بالحرق على العصى بتهمة "وضع بيضة"، تم حرق الديك حيا وسط حضور جماهيري غفير في ميدان Kohlenberg و لزيادة الإثارة، أطلق الجلاد إشاعة مفادها أنه وجد ثلاث بيضات أخرى داخل الديك المحمص!.
4- الناس ضد حيوانات الخلد:
عام 1519 إشتكى المجتمع الفلاحي في منطقة ستيلفيو بإيطاليا من وجود فساد كبير في محاصيلهم الزراعية سببه حيوانات الخلد، و لجعل الشكوى رسمية تم تقديمها أمام الجهات القضائية للحكم فيها.
تم تعيين المحامي هانز غرينبر للدفاع عن حيوانات الخلد، و سمح القاضي بعرض كل الحجج الواردة تفاديا للشكوى بعد نهاية المحاكمة، أصحاب الأراضي إشتكوا من فساد محصولهم الذي عملوا عليه طيلة عام كامل أما غرينبر فقط دافع عن "زبائنه" قائلا أنهم كانوا يساعدون في عملية قلب التربة و قتل الحشرات الضارة، و إستطاع هانز بهذه الحجة إضافة لكلمة ختامية مؤثرة و متقنة إقناع القاضي بالحكم ببراءة الخلدان بل ووصل الأمر بالقاضي إلى وعد المحامي بأن الخلدان البريئة ستنال حماية من القطط و الكلاب.
5- العين بالعين:
في فرنسا عام 1836 هاجم خنزير بري طفلا صغيرا أصابه في مناطق حيوية أدت إلى وفاته لاحقا و على إثر ذلك تم عقد محاكمة رسمية بحضور القاضي و المحامين من كلا الطرفين. كانت محاكمة محتدمة بشكل كبير لكن فريق محاماة الخنزير رغم حنكته فشل في مهمته و وجد هذا الأخير مذنبا بتهمة القتل العمدي و حكم عليه بالإعدام.
في ذلك اليوم المنشود إرتدى الخنزير ملابسا رسمية "بشرية" تطبيقا لمقولة العين بالعين و تم تشويهه في عدة مناطق في جسده بإستخدام سكين قبل قتله.
ختاما:
رغم السخف المحيط بالموضوع إلا أن هذه القصص تذكرنا بالفترة المظلمة التي دخلتها أوروبا منقادة بالجهل و التمسك القوي بأساطير لا فائدة منها سوى إلهاء الشعوب عن المشاكل الحقيقية عن طريق خلق مشاكل أخرى، دوامة نراها تتجلى مرة أخرى و في نفس القارة لكن بشكل جديد عصري حافظ بكل أناقة على السخافة بل و أوصلها للبشر.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
.