e-Dewan.com

فيلم صوت الحرية: إعادة فحص للواقع في عصر من الإنجازات الوهمية.

  • ناشر الموضوع تقي الدين
  • تاريخ البدء
  • الردود 0
  • المشاهدات 91

العنوان:
فيلم صوت الحرية: إعادة فحص للواقع في عصر من الإنجازات الوهمية.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

فيلم صوت الحرية: إعادة فحص للواقع في عصر من الإنجازات الوهمية.
تقي الدين

تقي الدين

✯مــشــرف عـام✯

الإشراف
التحرير والتدقيق
قضايا وألغاز
النشاط: 100%
Images 1

ملصق الفيلم (المصدر: rotten tomatoes).​

فقدت صناعة السينما الأمريكية و التي كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها المنارة الساطعة للمخرجين وكتاب السيناريو الموهوبين، سمعتها الساحرة في السنوات الأخيرة. على الرغم من أن الأفلام العظيمة لا تزال مرتبطة بشكل كبير بهوليوود وصناعة السينما الأمريكية بشكل عام، إلا أن أفلاما و مسلسلات مثل winnie the pooh و she-hulk وحتى فيلم سندريلا الجديد الذي لا يزال في طور الإعداد أعطت هوليوود اسمًا سيئًا بسبب السيناريوهات المكتوبة بشكل سيء، وسوء تطوير الشخصيات واختيارات الممثلين السيئة وتأثير الحركة النسوية وغيرها من الأسباب، لكن في معرض من اللوحات المبتذلة نجد دوما لوحة موناليزا متألقة بشكل لافت. و أحد موناليزات _إن صح التعبير_ الأفلام الحديثة في السنوات الأخيرة هو فيلم مستقل صغير لم يخطف الأضواء بسبب الدعاية الجيدة أو العروض الدعائية المثيرة للاهتمام أو الأسماء الكبيرة، ولكنه خطف الأضواء لأنه أظهر جانبًا مختلفًا لم يجرأ أحد في هوليوود على إستكشافه من قبل. "صوت الحرية" هو فيلم مستوحى من قصة حقيقية أعطى للعالم لمحة عن الجانب المظلم للطبيعة البشرية.


القصة:
تدور أحداث الفيلم حول تيم بالارد، عميل خاص في هيئة الأمن الداخلي الأمريكية، يحاول إنقاذ فتاة لاتينية صغيرة تم اختطافها من قبل شبكة للاتجار بالبشر، يستكشف الفيلم الأسرار المروعة للاتجار بالأطفال بشكل خاص والاتجار بالبشر بشكل عام، ويظهر كيف يجد البيدوفيليون أو مفترسوا الأطفال متعة سقيمة في الاعتداء الجنسي على الأطفال الصغار، ويسلط الفيلم الضوء على مشكلة الاعتداء الجنسي على الأطفال في الولايات المتحدة والمناطق الأخرى خاصة بعد فضيحة جيفري إبستين وتداعياتها، كل ذلك في حبكة مثيرة وعاطفية تظهر طرفي المعادلة.


الجدل:
صوت الحرية مستوحى من عمل تيم بالارد، مؤسس عملية السكك الحديدية تحت الأرض، أو O.U.R، وهي منظمة غير ربحية لمكافحة الاتجار بالبشر. بدأ العمل على السيناريو في عام 2015. و طلب بالارد شخصيًا أن يؤدي دوره في الفيلم الممثل جيم كافيزيل لأنه أعجب بأداء كافيزيل في دور إدموند دانتس في فيلم The Count of Monte Cristo (ويكيبيديا).



واندلع الجدل عندما قامت شركة والت ديزني التي اشترت شركة 20th Century Fox بمنع عرض الفيلم و إبقاءه على الرف دون سبب محدد ما أجبر صناع الفيلم على شراء حقوق البث من جيوبهم الخاصة في خطوة اعتبرها الكثيرون وسيلة لمنع الحقيقة من الانتشار خاصة عند النظر إلى التاريخ المثير للجدل لشركة والت ديزني على مر السنين.



وانفجرت وسائل التواصل الاجتماعي الأميركية بعد أنباء وقف عرض الفيلم. إذ رأى الناس في المنع خطوة قذرة من شركة ديزني التي كانت تحاول إخفاء حقيقة تجارة الاتجار بالبشر في أمريكا وأمريكا الجنوبية وعلاقتها بالمشاهير ورجال الأعمال والسياسيين والممثلين والمخرجين وغيرهم. وليس هذا فقط، إذ تلقى الفيلم أيضًا انتقادات لاذعة من "متخصصين" أمريكيين مثل إيرين أولبرايت العميل الخاص في وزارة العدل الأمريكية الذي صرح لمجلة الأخبار الاقتصادية الرقمية أن التصوير كان عاطفياً للغاية وبالتالي غير دقيق، متجاهلا الحبكة تماماً مركزًا على المتغيرات السينمائية التي نجدها في كل فيلم آخر.



وصل الجدل إلى تيم بالارد نفسه الذي اتهم بالتحرش الجنسي وواجه عواقب وخيمة بسبب ذلك، وما إذا كانت الاتهامات صحيحة أم كاذبة فإن ذلك لا يزال لغزا.



كما سارع الناس إلى خلق نظريات المؤامرة الخاصة بهم حول الفيلم وحظره، قائلين إن هوليوود مرتبطة بشكل كبير بالاتجار بالأطفال داخل وخارج الولايات المتحدة، وهو ادعاء نفته الكثير من شركات الإنتاج والمتخصصين تمامًا، قائلين إن حوادث مثل إتهام كيفن سبيسي و جزيرة جيفري إبستاين وغيرهم تعتبر حوادث معزولة و وليس لهما أي علاقة بالصناعة ككل.



الاتجار بالبشر على أرض الواقع:
الاقتباس الشهير والحقيقي الذي غالبًا ما يتم تجاهله هو: "عدد العبيد الآن أكبر من عدد العبيد في أي عصر آخر في التاريخ". هو إقتباس يلخص الكثير عن الواقع المعاش اليوم في هذا السياق. الاتجار بالبشر والاتجار بالأطفال صناعة تدر ما يقرب من 150 مليار دولار سنويا، مع أكثر من 20 مليون ضحية معظمهم من النساء والأطفال (disrupt human trafficking).
هذه الصناعة في الواقع تعتبر كبيرة جدا لدرجة أنها تساهم في الاقتصادات الرئيسية لبعض البلدان _في السر بالطبع_، ترتكز تجارة البشر بشكل كبير في أمريكا اللاتينية وشرق آسيا وأفريقيا وغرب أوروبا والصين، و تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الزبون الأول و الرئيسي.



اتخذت الكثير من المنظمات إجراءات لمنع المزيد من الضرر و للحد من إنتشار الظاهرة، ولكن في مناطق الحرب والبلدان الفقيرة، من المستحيل السيطرة على مثل هذه العمليات. فيلم صوت الحرية يعطي نظرة حقيقية لما يمكن أن يحدث، ولكن في نوع من الإيجابية رغم سواد السيناريو خاصة و أن الجانب الحقيقي يعتبر أكثر قتامة و دموية و عنفا.



خاتمة:
قد لا يكون صوت الحرية موازيا لفيلم العراب من حيث الإخراج والكتابة ولكن كرسالة فهو من أفضل الأفلام الموجودة على الإطلاق، والجدل الدائر حوله لا يغير من حقيقة أنه تطرق لموضوع خطير للغاية جعل العديد من الأشخاص في مناصب عالية يستشيطون غضبا و سخطا وهذا وحده سبب يستحق الاحتفال.
 
أعلى