💢 حصري العلماء يحددون بدقة موقع " الريبة " في ذاكرتنا العاملة

[Rayan]

توصل فريق من العلماء إلى أن مناطق الدماغ البشري المسؤولة عن محتوى الذاكرة العاملة تتولى أيضاً مهمة قياس مدى جودة الذكريات وتقييمها . هذه الدراسة تكشف كيف تسمح لنا الاستجابات العصبية بالتصرف واتخاذ القرارات بناءً على مدى تأكدنا من ذكرياتنا.

يوضح Hsin-Hung Li ، أحد الاخصائيين في قسم علم النفس ومركز العلوم العصبية في جامعة نيويورك والمؤلف الرئيسي لورقة البحث ..
"بحثنا هو الأول من نوعه الذي يكشف عن أن مجموعات الخلايا العصبية التي تشفر محتوى الذاكرة العاملة تمثل أيضاً المناطق المسؤولة عن التحقق من جودة الذاكرة."

تعتبر الذاكرة العاملة التي تمكننا من الاحتفاظ بالمعلومات في أذهاننا ، نظام معرفي أساسي يشارك في كل جانب من جوانب السلوك البشري تقريباً و لا سيما عمليتا اتخاذ القرار والتعلم.

على سبيل المثال ، عند القراءة ، تسمح لنا الذاكرة العاملة بتخزين المحتوى الذي قرأناه للتو قبل ثوانٍ قليلة بينما تواصل أعيننا تفحص الجمل الجديدة . وبالمثل ، عند القيام بالتسوق عبر الإنترنت ، قد نقارن في أذهاننا العنصر الذي يزجد أمامنا على الشاشة مع عناصرسابقة تم عرضها بالفعل ولا تزال في الذاكرة.

"ليس من المهم فقط أن يتذكر الدماغ الأشياء ، ولكن أيضاً أن يدرك مدى جودة الذاكرة.. ما مدى تأكدنا من دقة ذاكرة معينة؟" يشرح الباحث Hsin-Hung Li. "إذا شعرنا أن ذاكرتنا المتعلقة بعنصر تم عرضه سابقاً عبر الإنترنت ضعيفة أو غير مؤكدة ، فسنقوم بالتمرير إلى الوراء والتحقق مرة أخرى من هذا العنصر من أجل ضمان مقارنة دقيقة."

أظهرت الدراسات التي أجريت على السلوكيات البشرية أن الناس قادرون على تقييم جودة ذاكرتهم ، لكن الأمر الأقل وضوحًا هو كيفية قيام الدماغ بذلك.

وبصورة محددة ، لم يكن معروف سابقاً فبما إذا كانت مناطق الدماغ التي تحتوي العنصر المحفوظ تحفظ أيضاً جودة تلك الذاكرة.

للكشف عن هذا ، أجرى الباحثون تجربتين لفهم كيفية تخزين الدماغ للمعلومات ضمن الذاكرة بشكل أفضل وكيف يعلن الدماغ في نفس الوقت عن عدم اليقين ( الشك أو الريبة ) للعناصر التي يتم تذكرها.

في التجربة الأولى ، أجرى المشاركون من البشر تجربة الذاكرة العاملة المرئية المكانية ، بينما قام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) بتسجيل نشاط الدماغ. لكل مهمة ، أو تجربة ، كان على المشارك أن يتذكر موقع هدف (وهي نقطة بيضاء تظهر لفترة وجيزة على شاشة الكمبيوتر ) يظهر في موقع عشوائي على الشاشة ثم يبلغ المشارك عن الموقع الذي تم تذكره من خلال حركة العين باتجاه الموقع المستهدف الذي تم تذكره.

مكنت إشارات الرنين المغناطيسي الباحثين من فك شفرة موقع الذاكرة الخاصة بالهدف (ما طُلب من الأشخاص تذكره في كل تجربة) . عبر تحليل إشارات الدماغ الموافقة للوقت الذي احتفظ فيه المشاركون بذاكرتهم ، تمكنوا من تحديد موقع الهدف الذي طُلب من المشاركين حفظه. إضافة إلى ذلك ، فإنه من خلال هذه الطريقة يمكن للعلماء التنبؤ بدقة بأخطاء الذاكرة التي ارتكبها المشاركون ؛ وذلك عبر فك رموز إشارات دماغهم ، مما يمكن الباحثون تحديد ما يتذكره الأشخاص ، وبالتالي اكتشاف الأخطاء في ذكرياتهم.

في التجربة الثانية ، لم يطلب من المشاركين الابلاغ فقط عن الموقع الذي تم تذكره ، ولكن أيضاً عن مدى شعورهم بعدم اليقين بشأن ذاكرتهم في كل تجربة . إشارات الرنين المغناطيسي الناتجة و المسجلة من نفس مناطق الدماغ سمحت للعلماء بفك شفرة تقييم الذاكرة الذي أبلغ عنه المشاركون حول ذاكرتهم .

وبذلك أسفرت النتائج عن أول دليل على أن الدماغ البشري يقوم بتسجيل وحفظ كل من المحتوى وحالة الشك في الذاكرة العاملة في نفس المناطق القشرية.

يقول لي : " إن ادراك حالة الريبة في الذاكرة يوجه الناس إلى البحث عن مزيد من المعلومات عندما يكونون غير متأكدين من ذاكرتهم ".​

 

[Sarra Sarita]

كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة
شكراً لك و بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

يجب عليك تسجيل الدخول أو حساب جديد لمشاهدة المحتوى