الأسبوع العالمي للتوعية بشأن المضادات الحيوية 💊

Rayan · 2021/11/18

في الوقت الذي لا يزال فيه العالم منشغلاً في معركته ضد فيروس كورونا المستجد ، فإن هناك جائحة "من نوع آخر " تتزايد مخاطرها لتنذر بعواقب كارثية على مستوى الصحة العامة في المستقبل القريب .

هذا الخطر والذي بات يعرف ب (مقاومة المضادات الحيوية ) وصفته منظمة الصحة العالمية (WHO) على أنه "واحد من أكبر التهديدات على الصحة العالمية والتنمية" ، و نظراً لذلك فقد قامت المنظمة عام 2015 بتخصيص الأسبوع الذي يمتد من 18 نوفمبر حتى 24 نوفمبر أسبوعاً عالمياً للتعريف بمخاطر المضادات الحيوية والارتقاء بالوعي حول كيفية التعامل معها .

الخبراء قاموا بالتحذير على مدى عقود من الزمن من أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية سيجعل من الصعب لاحقاً معالجة البكتيريا التي تم تصنيع أدوية مخصصة لتدميرها وقتلها.

فيما يلي نلقي نظرة على المشكلة.

ما هي مقاومة المضادات الحيوية؟

المضادات الحيوية هي الأدوية التي تقضي على البكتيريا أو تمنعها من التكاثر.

أصبح البنسلين ، الذي تم اكتشافه في عام 1928 ، أول مضاد حيوي يتم إنتاجه بكميات كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية.
ولكن مع مرور الوقت ، أدى القضاء على البكتيريا التي تتأثر بالمضادات الحيوية على نطاق واسع إلى إفساح المجال أمام انتشار البكتيريا المقاومة.

يمكن للجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية أيضاً نقل دفاعاتها إلى البكتيريا التي كانت عادةً عرضة لتأثير العقاقير.

عالم الأحياء الدقيقة كريستيان ليسترلين قال أن "أغلبية حالات المقاومة التي نراها خالياً - خاصة تلك الخطيرة التي تنتشر بسرعة - تعود إلى هذه القدرة على نقل المقاومة".
نتيجة لذلك ، أصبحت المضادات الحيوية أقل فعالية ضد العدوى.

هل هذا خطأ البشر ؟

تعتبر مقاومة المضادات الحيوية ظاهرة طبيعية ولكن البشر قاموا بتسريع العملية من خلال الاستخدام الواسع النطاق العشوائي والمفرط لها .

وجد تقرير صادر عن جامعة جونز هوبكنز عام 2018 أن الاستهلاك العالمي للمضادات الحيوية قد زاد بنسبة 65 في المائة من عام 2000 إلى عام 2015 .

إساءة استخدام الصادات الحيوية و فرط استعمالها لدى كل من الانسان والحيوان يزيد من فرص ظهور عدوى لا يمكن معالجتها بالأدوية الحالية .

ما هي المخاطر؟

أكبر خطر على الإنسان هو الإصابة بالبكتيريا التي لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية الموجودة اليوم.

تفشي "الجراثيم المقاومة للأدوية" في المستشفيات يستدعي القلق أيضاً.

وجدت دراسة أجريت عام 2018 في مجلة The Lancet Journal أن أكثر من 670 ألف شخص في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي أصيبوا بالمرض في عام 2015 بخمس سلالات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ، وتوفي ما يقدر بنحو 33110 نتيجة لذلك.

تقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن حوالي 35000 شخص في الولايات المتحدة يموتون بفعل عدوى "البكتيريا الخارقة" كل عام.

منظمة الصحة العالمية حذرت في عام 2019 من أن 65 دولة فقط في العالم تقوم بجمع البيانات حول استخدام المضادات الحيوية ، ويوجد نقص في المعلومات حول استخدامها في البلدان النامية.

يأتي هذا الأسبوع العالمي المخصص للتوعية بشأن المضادات الحيوية ليسلط الضوء على هذا التهديد المتزايد وللتشجيع على الاستخدام المعتدل لها ولتحفيز عامة الناس والعاملين في المجال الصحي على اتباع أفضل الطرق والممارسات التي تحد من ظهور وانتشار العدوى المقاومة للأدوية.